إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي المتشردم تحت وطأة الصراعات الدامية ذات الطابع المذهبي-القبلي خاصة في ما يتصل بظاهرة الإرهاب التي بلغت أوج وحشيتها بعد انتفاضات العالم العربي منذ سنة 2011, يطرح الإشكال المتعلق بالفكر الذي تمارس باسمه هذه الجرائم فيتبادر للأذهان, بصفة عفوية, البحث عن مسوغات هذا الفكر وجذوره حتى يتسنى فهم هذه الظاهرة, وهو ما يقود العديد من الناس إلى البحث عن تكييف فكري-عقائدي لما يحمله هؤلاء الذين يستأثرون بما يقولون أنه “الدين الصحيح” من منطلقات فكرية تبرر لهم, في نظرهم, كل ما يقومون به من قتل وسفك للدماء.
وفي هذا الصدد, يتواتر لفظ في إطار عملية التكييف المشار إليها أعلاه : الوهابية هذا اللفظ المنفر ذو الدلالة السيئة لدى العامة إلى درجة أن الوهابيين أنفسهم يرفضونه[1], صار “الرابط العجيب” بين الممارسات الإرهابية والأشخاص الذين تصدر عنهم هذه الممارسات. لذلك وجب أولا تعريف الوهابية بصفة علمية موضوعية تبتعد عن المسلمات والأفكار المسبقة وتزيل كل لبس.
فنقول أولا أن الوهابية هي تلك الحركة السياسية التي قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواسط القرن الثامن عشر بقيام التحالف المعروف ب”معاهدة نجد” بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. ونقول ثانيا أن الوهابية, نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب, هي إلى جانب ذلك, تلك العقيدة التي نظر لها هذا الأخير في تحد صارخ للمنظومة الفقهية السائدة وقتها والتي تهدف إلى العودة إلى إسلام الصدر الأول و”تطهير العقيدة الإسلامية من شوائب ورواسب تراكمت عليها على مر التاريخ[2].
سنبتعد قدر الإمكان عن الإسقاطات المكانية وعن التشبيهات والمقارنات التي من شأنها أن تعطل فهمنا للوهابية كحركة ظهرت في سياق تاريخي مجدد فأنتجت نسقا فكريا محددا ذي استتباعات كبيرة غيرت التاريخ والجغرافيا. وقد نشأ الفكر الوهابي في سياق انتشر فيه ما اعتبره صاحبه شركا أي مظاهر التوسل بالأولياء والصالحين والتضرع لله عند قبورهم وهو ما قاد بن عد الوهاب إلى “الثورة” ضد هذه المظاهر. فانطلقت دعوته في العيينة أين نشأ وصدر فيها كتابه البارز والذي فيه خلاصة عقيدته سنة 1741 وهو كتاب “التوحيد الذي هو حق الله على العبيد”. ثم قويت شوكة هذه الدعوة بالتحالف الذي
أقامه “الشيخ” مع محمد بن سعود, زعيم قبيلة عنزة التي هي أقوى قبيلة في شبه الجزيرة على الإطلاق في تلك الفترة’ سنة 1744 والذي عرف ب”معاهدة نجد” وقامت على إثره الدولة السعودية الأولى.
ولعل السمة البارزة في تاريخ الفكر الوهابي هي اقترانه بالدولة السعودية منذ التحالف المذكور آنفا, إذ اقترن اسم محمد بن عبد الوهاب باسم محمد بن سعود. فاقترن أبناء الأول بأبناء الثاني وارتبطت الوهابية عقيدة وفكرا بقوة آل سعود وسلطتهم ودولتهم وكانت أساسا لمشروعية حكمهم. ويمكن القول أن الوهابية اليوم ليست كما كانت عليه عند نشأتها, وذلك من ناحيتين. أولا, عندما كانت الوهابية في بدايتها, كانت تعتبر تحديا صارخا للمنظومة الفقهية السائدة وقتها وللمعتقدات العامة لكافة المسلمين. فأخذت تهدم أفكارا تعتبرها كفرية وطفقت تهاجم الأرثوذوكسية الإسلامية القائمة.
أما اليوم, فالوهابية تشكل جزءا من الأرثوذكسية القائمة بل وجزءا من بعض الأفكار السائدة لدى العامة من الناس, ولذلك لتغير موقعها عما كانت عليه عند نشأة الدولة السعودية الأولى واستجابة لما ترتبها سيرورتها التاريخية التي قد يطول شرحها. ثانيا, الفكر الوهابي, بعد أن كان يتبناه طيف واحد متجانس له دعوة واحدة وأهداف مشتركة عند ظهوره, صار اليوم متعدد المواقع. فنجده مرتبطا بممارسات تختلف باختلاف المواقع والأهداف السياسية والتكتيكات والأساليب المتبعة للوصول إلى تلك الغايات. لذلك وفي ظل هذه الفوضى التي تحوم حول مسألة الوهابية وما يمكن أن تستتبعه من التباس في الأذهان, يصبح من الأهمية بمكان أن نتناول المسألة المشار إليها من موقع موضوعي بإخضاعها إلى دراسة علمية تتقصى مسوغاتها الفكرية وتبحث عن روابط تجعلنا نفهم جانبا غير هين من ظاهرة نعيشها اليوم. فالإشكالية الجوهرية التي يطرحها موضوع بحثنا تتمحور حول السؤال التالي :
إلى أي مدى أثرت المنطلقات النظرية الوهابية على الممارسة السياسية لحامليها ؟
كإجابة أولية على هذا التساؤل, نقول انعكاسات الفكر الوهابي على ممارسة من يؤمنون به كانت وفق ما تسمح به مسوغاته النظرية. من هذا المنطلق, صار علينا أن نتبين الأسس النظرية للحركة الوهابية من حيث هي شرعنة للاستبداد التيوقراطي (1) حتى نقتفي انعكاساتها على مستوى الممارسة المطبوعة بالعنف (2).
- الأسس النظرية للوهابية : شرعنة الاستبداد التيوقراطي :
إن ما يقتضيه بحثنا هذا من تمحيص للفكر الوهابي بل ومن تناول الظاهرة الوهابية ككل من موقع علمي موضوعي يجعلنا نمر حتما بدراسة الأسس النظرية التي يرتكز عليها هذا الفكر حتى يتسنى فهم ميكانيزمات التبرير التي يعتمدها لشرعنة ممارساته. لذلك توجب علينا أن نتناول نظرية التوحيد الوهابية باعتبارها منطلقا نظريا أسس لنسق فكري جديد قديم ضمن منظومة التيارات الإسلامية (أ). ومن ثمة نتطرق إلى نظرية الحكم المذكورة أعلاه (ب).
أ) نظرية التوحيد :
تمثل نظرية التوحيد التي جاء بها محمد بن عبد الوهاب العمود الفقري للفكر الوهابي من حيث أنها أساس نظري انطلقت منه منظومة كاملة من الأفكار التي تم تبنيها لاحقا من قبل “الوهابيين”. وحتى نتبين أهم ما جاءت به هذه النظرية تحتم علينا الرجوع الى كتابات “الشيخ” حتى يتسنى لنا إدراك مكنون عقيدته والإحاطة بكل أوجهها. ولئن تعددت كتابات هذا الأخير[3] نظرا لتكرار الأفكار الذي اهتواه بن عبد الوهاب في جل كتبه, الا أن جوهر نظريته في كتابه الأبرز وهو “كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد” والذي أصدره بالعيينة سنة 1741, كما نجده أيضا في الرسائل التي بعث بها إلى المسلمين والتي قام بجمعها بعض تلاميذه, ونخص منهم الحسين بن غنام في كتابه “تاريخ نجد”[4].
وفي قراءة شاملة لمختلف أفكار محمد بن عبد الوهاب حول مسألة التوحيد يمكننا القول أن نظرية “الإمام” انبنت على تلك التفرقة الجوهرية بين ثلاثة أنواع من التوحيد وهي : توحيد الربوبية أي الإيمان بان الله خالق الكون لا شريك له في ذلك, توحيد الألوهية أي إفراده بالعبادة وتوحيد الصفات والأسماء, بمعنى أفراد الخالق بصفات وأسماء يختص بها هو ويستأثر بها دون سواه.[5]
وتعتبر نظرية التوحيد الوهابية أن توحيد الربوبية, وان كان ركنا أساسيا من أركان التوحيد, لا يكفي لوحده لتحقق الإيمان. فتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة هو العامل الحاسم في تحقق الإيمان والخروج من الكفر, فيكون بالتالي خط التمايز بين الشرك والتوحيد. وفي سبيل التوغل في هذه المسألة وضبط كل حالات الشرك التي تحل الدم والمال, أدى ولع الشيخ بن عبد الوهاب بالجزئيات الصغيرة إلى صنعه لما
أسماه الأستاذ حمادي الرديسي ب”ميكروفيزياء الشرك”[6]. وهو ما جعله يخصص مجالات من كتابه المذكور آنفا لمسائل متعددة, منها “لبس الحلقة والخيط”[7] و”الرقي والتمائم”[8] و”التبرك بشجر أو حجر ونحوهما”[9] و”الذبح لغير الله”[10] و”النذر لغير الله”[11] إلى غير ذلك مما يقع تحت طائلة الشرك من أقوال وأفعال. ومن المحسوم المحتوم أن النتيجة الخطيرة التي يتوصل إليها محمد بن عبد الوهاب من خلال تصوره للتوحيد هي كفر عامة مسلمي عصره ممن تشيع بينهم هذه الممارسات “الكفرية” من منظوره. وهو ما يقود بالتالي إلى تحليل دمهم ومالهم. فالتكفير ليس مسألة اعتباطية لا أساس لها, بل هي متأصلة نظريا في التصور الوهابي للعقيدة الإسلامية. وهو ما يجعلنا نسلم بأن ما يطلق عليها اسم “الجماعات التكفيرية” اليوم تجد مرتكزا في نظرية التوحيد الوهابية, أي أنهم, من هذا المنظور على الأقل وهابيون.
ولئن كانت نظرية التوحيد هذه خطا فاصلا بين ما جاء به محمد بن عبد الوهاب من تصور جديد-قديم لمفهوم التوحيد من جهة والسائد في الفقه الإسلامي وقتئذ, وهو ما جعل الأستاذ حمادي الرديسي يتحدث عن “قطيعة موسوية”, فان المضمون السياسي لهذا القطع تبلور في إطار نظرية للحكم مستوحاة إلى حد كبير من تلك التي جاء بها ابن تيمية.
ب) نظرية الحكم :
إن نظرية التوحيد الوهابية والمستقاة الى حد كبير من ابن تيمية خاصة في ما يتعلق بمسألة توحيد الألوهية وتفرقتها عن توحيد الربوبية, شكلت مسوغا فكريا لنظرية حكم تمثل امتدادا لها على المستوى السياسي.
ولئن لم يعرف عن محمد بن عبد الوهاب انه بلور نظرية في الحكم إلا أن بعض رسائله وكذلك ممارساته الفعلية على أرض الواقع تبرهن على تأثره العميق بنظرية ابن تيمية السياسية. وبالتالي, يتعين علينا الوقوف على أهم ركائز هذه النظرية من موقع الممحص في الظاهرة الوهابية.
وفي هذا السياق, يوفر لنا كتيب “الدولة عند ابن تيمية” لمحمد مبارك[12] المحاور الكبرى لتصور “شيخ الإسلام” للدولة الذي نجده في “الرسائل السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية”. وان يؤكد على وجوب وضرورة الولاية شرعا وعقلا,يعتبر ابن تيمية أن مقاصد الولاية وغاية الحكم والدولة أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا.
ومن جهة مهمة الإمام وطبيعة وظيفته, اعتبر ابن تيمية أن الإمام منفذ لشرع الله من كتاب وسنة, أي أنه ليس له أن ينتصب كمشرع. وبالتالي, فان طاعته تكون مقيدة في حدود ما أمر به الرسول. وهو ما يفتح باب الخروج عن الإمام إذا ما خرج هذا الأخير عن الشريعة الإسلامية وتجاوز حدود مهمته كمنفذ لشرع الله.
من جهة أخرى, تطرق ابن تيمية إلى مسألة الصفات الواجب توفرها في الإمام, وذلك بالتركيز خاصة على ثنائية القوة والأمانة عملا بالآية القرآنية “إن خير من استأجرت القوي الأمين”. وأما المقصود بالقوة فهو الغلبة والقهر والسلطة وهي كما يقول أحمد الكاتب “أساس الولاية الواقعي”[13]. أما الأمانة, فهي مطلب الإمامة الشرعي من حيث أن الاستقامة تشكل ضمانة لعدم خروج الإمام عن كتاب الله وسنة رسوله. ولعل طابع الغلبة هذا الذي يخيم بظلاله على تصور ابن تيمية للحكم كان له الأثر الكبير في التصور الوهابي لهذا الأخير. فإسقاط شرط القرشية عن الإمام جاء موافقا تماما لفلسفة القوة هذه التي استلهم منها محمد بن عبد الوهاب تحالفه مع زعيم أشد القبائل في شبه الجزيرة العربية, جاعلا منه إماما ذي شوكة, إذ أن طبيعة أهدافه السياسية والرامية أساسا إلى نشر دعوته بقوة السيف, لا تترك مجالا للشورى ولا لبيعة أهل الحل والعقد.
كما أن مسألة الخروج على الإمام تطرح إشكالا في نظرية الحكم التي تبناها محمد بن عبد الوهاب. فبالرغم من أن حركته كانت في أساسها خروجا عن الحاكم العثماني آنذاك، شرع بن عبد الوهاب لوجوب طاعة الحاكم قائلا “أرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين, برهم وفاجرهم ما لم يأمروا بمعصية الله”. ويذكر عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في كتاب “الدرر السنية في الأجوبة النجدية” قول بن عبد الوهاب حول طاعة الحاكم “من ولي الخلافة, وجبت طاعته وحرم الخروج عليه”[14]. ولعل من المفارقات البارزة في الفكر السياسي الوهابي في ما يتصل بنظام الحكم وطاعة الحاكم تحريم بن عبد الوهاب الخروج عن الخليفة أو الأمير بينما يجيز مرجع الوهابيين الأول, وملهم بن عبد الوهاب, ابن تيمية الخروج على أي حاكم بشرط الالتزام بالشريعة الإسلامية ودعم الخروج بصفة عامة إلا في حل خروج الحاكم عن الشريعة..
وفي إطار منظومة فكرية يختلط فيها السياسي بالعقائدي بشكل يصعب معه التمييز بينهما, اشترط محمد بن عبد الوهاب مبدأ الولاء والبراء كشرط من شروط الإيمان. وهو ما يعني أن تحقق إيمان المسلم منوط بمسألة تبرئه من الكفار وولائه للموحدين, أي الانضمام إلى صفوفهم. ونجده يقول ذلك مثلا في رسالة إلى قاضي الدرعية عبد الله بن عيسى[15].
فينتج الفكر الوهابي بذلك نسقا مشابها للكليانية ,الذي يكون فيه الكل خادمون لفكرة واحدة, أو نمط واحد من الأفكار, تحت قاعدة “من ليس معي فهو ضدي”.
- انعكاسات الفكر الوهابي على مستوى الممارسة : العنف منطلق أساسي :
لعله من الخاطئ اعتبار الدعوة الوهابية حركة إصلاحية فقط, ابتدعها محمد بن عبد الوهاب لنشر أفكار تحوم حول العقيدة والتوحيد وتسعى إلى إعادة المسلمين إلى ما كان عليه سلفهم في عصر النبي, من نبذ للطرق الصوفية وزيارة القبور أو اقتصارها على تكفير من يتضرع لله عند الصالحين.[16]
فهذه الدعوة التوحيدية التي بدأت جذورها تنبت في العيينة تنمو في الدرعية إلى أن وصلت إلى كامل الجزيرة العربية في القرن 18, قبل أن تنتشر في العالم بأسره وتصنف اليوم على أنها المنبع الأساسي لفكر تنظيمات جهادية لا تزال تغير الخارطة الجيوسياسية الراهنة, لم تكن سلمية بالمفهوم المتعرف عليه بل عنيفة في شكلها ومضمونها خاصة عندما يتعلق الأمر بالنظام السياسي الذي بنته وما تزال تحميه.
وفي هذا الإطار المتعلق بالعنف الوهابي سنعمل على دراسة الممارسة العنيفة للوهابيين عند نشأة المملكة السعودية (أ) لنصل إلى محاولة فهم هذه الظاهرة عند التنظيمات الجهادية المعاصرة (ب).
أ) ممارسة الوهابيين عند نشأة المملكة السعودية :
طرد بن عبد الوهاب من قرية العيينة نتيجة الأفكار التي كان يشيعها بين الناس وأهمها التكفير, فهاجر إلى الدرعية أين سيبني دولة ستستمر لثلاثة قرون متواصلة.
ولعل مبايعته لمحمد بن سعود تعتبر حجر الأساس لبناء هذه الدولة بدءا بشرطه “أنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر, وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم, فمن تمسك بها وعمل بها نصرها…فأرجو أن تكون إماما يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك..”[17] وصولا إلى التزام بن سعود للشيخ بأن “الدم بالدم والهدم بالهدم” وأن “لا يظهر عنه إن أظهره الله”[18].
سمي هذا التحالف الذي حصل سنة 1744ب”معاهدة نجد” أو “ميثاق الدرعية”[19] فقسمت الأدوار بين منصب سياسي لمحمد بن سعود وآخر ديني لمحمد بن عبد الوهاب ليصبح شبيها بتحالف ديني سياسي قائم على مبايعة الشيخ للأمير على السمع والطاعة ومبايعة الأمير للشيخ على نشر دعوته التوحيدية.
وانطلاقا من هذه المعاهدة تأسست الدولة السعودية الأولى وشملت جزءا كبيرا من شبه الجزيرة العرب. فعلى غرار هجرة الأنصار في عهد النبي, هاجر أنصار بن عبد الوهاب إلى الدرعية ناشرين دعوته إلى أن دعاهم إلى “الجهاد”[20]. وقد كان العنف والمصادمات العسكرية وسيلة جماعة بن عبد الوهاب وبن سعود في محاربتهم لقبائل الجزيرة, التي رفضت مبايعتهم وأتباع الدعوة الوهابية, باعتبارهم أشركوا مع الرب أربابا أخيرين.
لقد أدى تكفير المسلمين الذين لا يتبعون دعوة بن عبد الوهاب وإعلانه الحرب عليهم خلافات وانشقاقات كبرى هددت صمود تلك الدولة وأنتجت عنفا و قتلا مباحا حسب تقدير “الشيخ”. فبعد انشقاق أمير ثرمدا[21] وتمرد أمير ضرما[22] واعلان أهل حريملاء استقلالهم عن حكم آل سعود سنة 1751 وإخراج أتباع بن عبد الوهاب من بلدتهم وفتل أميرهم بدأت الحركة في التراجع خاصة مع زحف التمرد الى منفوحة والعيينة والى بعض أهل الدرعية. ولكن بن عبد الوهاب ارتأى إلى مواصلة استعمال العنف وقتل الأمراء المتمردين وعدد كبير من أبناء بلداتهم.
يذكر كتاب “جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي” هذه الأحداث والإطار التاريخي الذي رافقها “وقامت القوات الوهابية بالهجوم على ثرمدا وقتل حوالي سبعين شخصا من أهلها المرتدين. ثم قام عبد العزيز بن محمد بن سعود سنة 1168ه بمهاجمة حريملا والقضاء على حركة التمرد التي استمرت أربع سنوات وإخضاع البلدة بالقوة.”[23]
كل هذه الوقائع تؤكد أن محمدا بن عبد الوهاب يؤمن بشرعية الحاكم المتغلب والقاهر ويرفض فكرة الشورى. وقد رسخت هذه الفكرة-أي رفض الخروج عن الحاكم-بعد الأحداث الدموية التي ذكرناها سابقا. فلم يكن ممكنا في ظل تحالف آل سعود مع بن عبد الوهاب السماح بقيام ثورة أو تمرد مهما تكن طبيعة وسياسة الحاكم بل دعوة الناس إلى طاعة الإمام والتسليم له.
ولم تقتصر الدولة السعودية في استعمالها للعنف والاستبداد على الفترة الأولى فقط لحكمها وللمساحة التي تسيطر عليها أو الأراضي المجاورة لها بل تعدت ذلك إلى مواصلة نشر دعوتها ومذهبها ضد كل من يخالفها رأيا وعقيدة وممارسة. فمجزرة كربلاء في العراق التي قادها سعود بن عبد العزيز على حين
غفلة في 20 أفريل 1802 قتلت 5 آلاف شخص من سكان المدينة وهدمت الأضرحة والقباب والأضرحة وأهمها ضريح الإمام حسين بن علي بن أبي طالب.[24]
مرت الدولة السعودية أو المملكة السعودية أو دولة آل سعود بعدة اضطرابات ترجمت من خلال تأسيس ثلاث دول سعودية, تبنى الواحدة على أنقاض سابقتها[25]. وقد كان من الصعب صمود دولة قامت على اتفاق وبيعة بين شخصين فقط, ترهب العامة في دعوتها وتقتل كل معارض لسياستها. ورغم تواصل حكم آل سعود منذ بناء الدولة السعودية الثالثة أو المملكة العربية السعودية إلى الآن, إلا أنها شهدت محاولات تمرد كبرى تعلقت خاصة حول ما اعتبر حيادا على مبادئ الوهابية الأولى[26]. ولعل هذا ما يشكل الخلفية الفكرية والسياسية لظهور تنظيمات جهادية معاصرة تحسب على الوهابية.
ب) التنظيمات الجهادية المعاصرة نموذجا :
تعددت التجارب المسلحة ذات البعد الجهادي والمذهب السني منذ القرن العشرين, إلا أنها اختلفت في جذورها الإيديولوجية وسياقها الزمني ومكان ظهورها وحتى في أهدافها التي رسمتها.
ولئن تشاع دوما فكرة انتساب تنظيمات كطالبان[27] والقاعدة[28] والدولة الإسلامية[29] إلى الفكر الوهابي وتغذيها من أفكار بن عبد الوهاب وابن تيمية[30] خاصة مع الأحداث السياسية المتسارعة في العالم وانتشار ظاهرة “الإرهاب” فإن المواقف والآراء الدارسة لما يسمى ب”الجهاد الإسلامي المعاصر” لم
تحسم رأيها بعد في هذه المسألة[31] بالنظر إلى علاقة المملكة العربية السعودية, وهابية المنشئ, بهذه التنظيمات[32] . فهل تعتبر الحركات الجهادية المعاصرة وهابية وهي تحارب مملكة أقامها مبتدع الوهابية ووضع أسس بناء نظامها السياسي والعقائدي؟
ورغم إقرارنا بوجود هذا اللبس في تحديد طبيعة هذه الحركات وعلاقتها بالوهابية, إلا أننا أدرجناها في موضوع بحثنا نظرا لالتقائها مع المبادئ الوهابية وممارستها لنفس أساليب الدولة السعودية (عند نشأتها خاصة) وعنفها.
فطالبان الأفغانية والقاعدة ذات الأصول السعودية والدولة الإسلامية عراقية المنشئ شكلت نسخة طبق الأصل للتجربة الوهابية السعودية من خلال مقاومة البدع القائمة على هدم القبور والأضرحة[33] ومزارات الأولياء الصالحين والتماثيل والأصنام -حسب معجمهم اللغوي-[34] وإزالة التمائم من أجل إعادة العبادة التوحيدية النقية لله وحده وصولا إلى إقامة شرع الله وإحياء الخلافة.
ولا يقل عنف تنظيمات كالتي نتناولها في بحثنا عن عنف الحركة الوهابية في بدايتها في نجد. فإقامة الحدود الشرعية ورجم الزانية وقطع رأس كل من يخالف الرأي (رغم اختلاف التجارب الجهادية) تبدو السمة البارزة في تقارب هذه التنظيمات مع الحركة الوهابية.
وفي إيديولوجيا التنظيمات الجهادية التكفيرية[35] يسمح باستعمال العنف الشديد للوصول إلى الغاية المطلقة والحلم المنشود ألا وهو إقامة خلافة إسلامية[36] تحت مسمى “التوحش”[37]. فالقاعدة والدولة الإسلامية اتبعتا إستراتيجية تقوم على ثلاث مراحل وهي النكاية والإنهاك ثم التوحش وأخيرا التمكين أي قيام دولة الخلافة. ويقول أبو بكر ناجي منظر هذه الإستراتيجية “إن معركتنا هي معركة توحيد ضد كفر وإيمان ضد شرك, وليست معركة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية”.[38]
ومنذ سنة 2003 إلى الآن ونحن نعايش تجربة الانتقال من مشروع الدولة الخاص بالعراق (السنة) مع القاعدة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الدولة الإسلامية التي تكون خلافة إسلامية موحدة تزيل حدود سايس بيكو.
وخلاصة يمكن الإقرار أننا, وفي ضوء الأدلجة المفرطة للدولة الإسلامية, نجد أنفسنا أمام الرؤية الوهابية النقية التي خرج بها محمد بن عبد الوهاب حين أقام إمارة دينية تكون منصة لإطلاق مشروع الخلافة القائمة على : التوحيد والولاء والبراء والهجرة والجهاد رغم أن القاعدة والدولة الإسلامية تجيزان الخروج عن طاعة الحاكم بينما أوجب بن عبد الوهاب الطاعة الكاملة للحاكم.
[1][1] “..وبذلك فان أنصار الدعوة يؤكدون بأن تعبير “الوهابية” هو اسم خطأ لجهودهم من أجل إحياء الإيمان والممارسة الإسلاميين الصحيحين. وبدلا من صفة وهابي يفضلون إما سلفي, أي المرء الذي يتبع طرق السلف المسلم الأول, أو الموحد, وهو المرء الذي يعترف بوحدانية الله.”, ديفيد كينز, الدعوة الوهابية والمملكة العربية السعودية, نفله إلى العربية عبد الله العسكر, جداول.
[2] ونحن بتعريفنا هذا تجاوزنا صعوبات قد تطرأ على تمكننا من مفهوم الوهابية, وذلك بابتعادنا عن تساؤلات تتعلق بطبيعة الحركة الوهابية. هل هي دين جديد ؟ هل تشكل هذه الحركة فرقة دينية بالمعنى الفيبري MAX WEBER) ) فتكون رهينة 3 شروط وهي حرية الانخراط, الشعور بالحصرية والتكييف المميز؟ أم هل أنها شبيهة بالبروتستنتينية المسيحية وما شابهها من نزعة تطهيرية ؟ (حمادي الرديسي)
منها كتاب “أصول الإيمان” وكتاب “الأصول الثلاثة” وكتاب “القواعد الأربعة” وكتاب “كشف الشبهات” الى غير ذلك[3]
والمسمى “روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام”[4]
[5] تجدر هنا الإشارة إلى أن هذه المسالة شكلت محور جدل وخصومة فكرية تيولوجية بين المعتزلة من جهة وأعل السنة من جهة أخرى. فلئن اعتبرت المعتزلة أن الله جوهر واحد بوجد خارج العالم مع ما يستتبعه هذا القول من إنكار صفات وأسماء قد تسند إليه من قبيل تشبيهه بالذات الإنسانية (وهو ما يقودهم الى القول بأن القران بما يتضمنه من هذه الأسماء هو مخلوق ومنفصل عن الذات الإلهية), اعتبر السنة أن لله صفات وأسماء تضاف الى جوهره
REDISSI Hamadi, Le pacte de Najd, Seuil, Paris, 2007 [6]
محمد بن عبد الوهاب, كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد, الإدارة العامة للطبع والترجمة, الرياض, 1995, الطبعة الثانية, ص 21[7]
نفس المصدر, ص 22[8]
نفس المصدر, ص 24[9]
نفس المصدر, ص 27[10]
نفس المصدر, ص 30 [11]
محمد مبارك, الدولة عند ابن تيمية, دار الفكر, دمشق, 1961[12]
أحمد الكاتب, جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي[13]
[14] عن كتاب “جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي عن عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في كتابه “الدرر السنية في الأجوبة النجدية, ج1, ص 40
[15] ابن غنام, تاريخ نجد، الشروق، بيروت، 1994. ص 309
“سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين”, مقتطف من كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب, ص 36[16]
أحمد الكاتب, جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي, ص 29[17]
نفس المصدر, ص 29[18]
[19] “ظهرت الحركة الوهابية كما هو معلوم أولا في نجد ما بين العيينة (1740) والدرعية (1745) على أساس ميثاق بين مؤسس الحركة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود” من كتاب حمادي الرديسي وأسماء نويرة, الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر : نصوص الغرب الإسلامي نموذجا, دار الطليعة بيروت, 2008, ص 9
[20] “يدعو إلى التوحيد وينادي بجهاد ما سمي بأهل الضلالة والزيغ والردة. وانتشرت بالسيف والجدال مع المناوئين وإرسال البعثات والوسائل إلى أطراف الجزيرة وغيرها”, حمادي الرديسي, مصدر سابق, ص 9
إبراهيم بن سلمان[21]
إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن [22]
[23] “..بعد أن قتل من أهلها مائة رجل وصادر أموال الناس الذين هربوا في الشعاب والجبال. وقام بعد ذلك بمهاجمة منفوحة ومقاتلة أهلها وصادر كثيرا من الإبل والبقر والحمير” ص 35
نظرا لكون المدينة مزارا للشيعة[24]
[25] الدولة السعودية الأولى من 1744-1818 انتهت على يد محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا بعد معارك عديدة في الدرعية/ الدولة السعودية الثانية من 1824-1891 انتهت على يد محمد العبد الله الرشيد حاكم حائل ونفي أمرائها/ الدولة السعودية الثالثة نشأت عام 1902 على يد عبد العزيز عبد العزيز عبد الرحمن آل سعود
[26] معركة السبلة في 1929 من أبرز التهديدات التي واجهت الدولة السعودية والتي جرت ضد حراس الوهابية أو الإخوان (ليسوا الإخوان المسلمين) وانتهت بالقضاء عليهم بدعم بريطاني. ثم في 1979 اندلاع حركة تمرد داخل الحرم المكي “الجماعة السلفية المحتسبة” بقيادة جهيمان العتيبي وانتهت بالقضاء عليهم (رسائل جهيمان مكون أساسي في أدبيات السلفية الجهادية اذ اعتبر أن واقع المملكة السعودية هو “تعطيل الحكم بما أنزل الله” في رسالة “الامارة والبيعة والطاعة وحكم تلبيس الحكام على طلبة العلم والعامة “واجب الخليفة هو تحكيم الشريعة والا فقد ضل عن سبيل الله”. كما صدرت سنة 1992 مذكرة النصيحة وطالب من خلالها الشيوخ والأطباء والأساتذة الجامعيون بإعادة أسلمة الدولة السعودية ووجوب التحاكم الى شرع الله وتحكيمه في جميع شؤون المجتمع والدولة.
[27] حركة إسلامية أفغانية مسلحة وصلت إلى الحكم في سبتمبر 1996 بعد سقوط الجمهورية الأفغانية وسيطرت على الجزء الكبير من مساحة البلاد, أعلنت من العاصمة كابل قيام “إمارة أفغانستان الإسلامية” وأميرها الملا عمر. سقطت في 2001 بعد التدخل الأمريكي بدعوى مقاومة الإرهاب
[28] تنظيم مسلح أسسه السعودي أسامة بن لادن ردا على ما اعتبره كفر ال سعود وعدم تطبيقها لشرع الله في حكما وتعاونها مع الكفار. قام التنظيم بعدة هجمات على الدول الغربية وأشهرها على الإطلاق تفجيرات سبتمبر 2011 في نيويورك. يصنف كتنظيم إرهابي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى القضاء عليه منذ دخولها إلى افغانستان في العام نفسه
[29] تنظيم ظهر منذ 2003 في العراق للتصدي للغزو الأمريكي والحكم الشيعي وكان مبايعا للقاعدة. تغيرت أسماؤه عدة مرات الى أن أستقر على التسمية الحالية منذ إعلان ما يسميها ب”دولة الخلافة” في 29 جوان 2014 ونصب ابا بكر البغدادي خليفة. يمتد من نصف سوريا إلى نصف العراق
[30] حرض أسامة بن لادن المسلمين للجهاد ضد الأمريكيين في بيان أصدره سنة 1996 مستشهدا بابن تيمية “المؤمنون الحقيقيون سيحرضون الأمة ضد أعدائها تماما كما فعل أسلافهم العلماء مثل ابن تيمية”. من كتاب “الدولة الإسلامية : الجذور, التوحش, المستقبل”, دار الساقي, بيروت, 2015, ص 12
“تساءل الكاتب ديفيد كينز عن حقيقة خروج بن لادن من المدرسة الوهابية مستشهدا ب” ولكن هل كان أسامة بن لادن والقاعدة ثمرة المدارس الوهابية في المملكة العربية السعودية ؟ كيف يمكن أن تكون الحالة تلك وقد اعتبر ابن لادن آل سعود خونة يجب إسقاطهم؟” من كتاب “الدعوة الوهابية والمملكة العربية السعودية”, نقله إلى العربية عبد الله إبراهيم العسكر, جداول, الطبعة الثانية, 2013, لبنان, ص 29[31]
“يطرح عليا غالبا سؤال يتعلق بالعلاقة بين المملكة العربية السعودية, من جهة, والعنف والجماعات الإسلامية المتشددة مثل “القاعدة” ولاحقا “الدولة الإسلامية”(..) لكن رياح التغيير-المتمثلة بالدولة الاسلامية- تهدد الآن بأن تعصف بها وتنهيها”. المصدر السابق, الفصل 5, ص 120[32]
هدم قبور ومزارات عدد من الصحابة وشخصيات إسلامية وثقافية في سوريا والعراق, شيعية كانت أم سنية[33]
[34] أشهرها تمثالي بوذا التي هدمتها حركة طالبان في مارس 2001. يقول فهمي هويدي الذي أرسل في بعثة خاصة لإثناء الحركة عن هدم التماثيل “كنت أعرف أن ثمة اتصالات مع قادة حركة طابان عبر قنوات عدة بعضها كان صدي للتطورات الأخيرة في أفغانستان التي تمثلت في صدور قرار “أمير المؤمنين” هناك, الملا عمر, بهدم التماثيل البوذية في باميان”. مقتطف من كتابه “طالبان, جند الله في المعركة الغلط, دار الشروق, الطبعة الثالثة, 2006, مصر, ص 138
بن عبد الوهاب يكفر من يسميهم بأهل البدع ويكفر من لا يكفرهم وكذلك الدولة الإسلامية حاليا [35]
[36] طالبان حكمت لفترة محددة وأقامت إمارة واعترفت بها 3 دول وكذلك الدولة الإسلامية تقيم اليوم ما تسميه بدولة الخلافة من الرقة في سوريا إلى نصف مساحة العراق, بينما تختلف القاعدة في هذا التصور وترى أن محاربة “الكفار الصليبين” هي الأولوية)
[37] يفسر عبد الباري عطوان في كتابه أن الدولة الإسلامية لا تمثل نموذجا وحيدا في استعمالها للعنف الشديد والترهيب.اذ أن كل ما حكم على امتداد التاريخ الإسلامي, ابتداء بأبي بكر الصديق إلى الخلافيتين الأموية والعباسية وما تلاهما, استعمل العنف والتوحش كوسيلة نفسية لترهيب الأعداء وصمود الجيوش الإسلامية
أبو بكر ناجي, إدارة التوحش, ص 112[38]
المصادر
-محمد بن عبد الوهاب، كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، الإدارة العامة للطبع و الترجمة، الرياض، 1995
ـ الحسين بن غنام، تاريخ نجد، الشروق، بيروت، 1994.
المراجع
ـ محمد مبارك، الدولة عند ابن تيمية، دار الفكر، دمشق، 1961
ـ أحمد الكاتب، جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي
ـ أبو بكر الناجي، إدارة التوحش، ـ
عبد الباري عطوان، الدولة الإسلامية، الجذور, التوحش, المستقبل, دار الساقي, بيروت, 2015-
REDISSI Hamadi, Le pacte de Nadjd, Seuil, Paris, 2007-
-حمادي الرديسي/أسماء نويرة, الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر : نصوص الغرب الإسلامي نموذجا, دار الطليعة بيروت, 2008
-فهمي هويدي, طالبان..جند الله في المعركة الغلط, دار الشروق, الطبعة الثالثة, القاهرة, 2006
حرّر هذا البحث الأكاديمي كلّ من سليم بن يوسف و ياسمين الحمروني، طالبين باحثين في العلوم السياسية في كليّة العلوم القانونية و السياسية و الاجتماعية تونس 2
للرد على صاحبي المقال أو للمساهمة بمقالٍ لكم يمكنكم إرسال مقالاتكم إلى بريدنا الإلكتروني illuminatosanimos@gmail.com