العقائد الخاطئة بقلم ياسمين بوقرش

evil

 يوم 19 اكتوبر تشرين الأول 2016  AUCtimes magazine نشر هذا المقال على

لطالما كانت حصة “التربية الإسلامية” مخصصة ل “تربية” الأجيال تربية صالحة مبنية على قيم إنسانية وعادات نبيلة تجعل الإنسان خيرا على مجتمعه. و لطالما تفاخر أساتذة هذه المادة بتدريسهم الدين الإسلامي وشريعته، ولعل أكبر مصدر لفخرهم هذا هو توضيح مدى تسامح هذا الدين وتقبله للآخر برغم اختلاف دينه وجنسيته وعرقه. في هذه الحصص يتم تدريس الديانات السماوية الأخرى المسيحية واليهودية، التي ورغم أهميتها التاريخية ومدى انتشارها في العالم، يخصص لها درس واحد ووحيد في نهاية السنة الثالثة ثانوي في النظام التربوي الجزائري الذي نشأت عليه {بعد 12 سنة دراسة لهذه المادة انطلاقا من السنة أولى ابتدائي}. هذا مثال واحد فقط عن ما عشته خلال فترة دراستي الثانوية , فتدريس “الدين” و تخصيص حصص له ضمن البرنامج الدراسي ظاهرة منتشرة في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

” هذه العقائد الخاطئة” أو “الديانات الضالة” هي عبارات يرددها الأستاذة خلال هذا الدرس.  الذي يحصل عادة، هو ان أكثر من ثلثي الدرس يخصص لذكر وتوضيح أخطاء هذه الديانات وكيف تم تحريفها لأغراض مختلفة، أما فهم العقيدة ذاتها وشرح تعليم هذه الديانات وقيمها وتاريخها لا يخصص له سوى شرح ضئيل وسطحي، نابع عادة عن فهم المدرس لهذه الديانة. المثير للانتباه أو ربما للسخرية، و للقارئ حق القرار، هو أنه عند تدريس هذه العقائد لا تُستحضر أية نصوص أو أدلة من الكتب المقدسة أو الانجيل أو التوراة بدل ذلك، يستند الأستاذ على كتب دينه  لإثبات تحريف و خطأ و عيوب الديانات الأخرى  مما يعني غياب أي منهج نقدي منطقي، بحيث يكون كل النقد قائماً على أفكار ذاتية وإيمان شخصي.  و هذا يحصل طبعا مع مدرسي الديانات الأخرى و لا ينحصر في هذا المثال فقط.

ربما يرى البعض أن الأمر منطقي بحكم أن المدرس مسلم أو يهودي أو مسيحي يدرس هذه الديانات من وجهة نظره، خاصة أن كل دين له موقف واضح تجاه الديانات الأخرى.  المشكلة ليست مشكلة الحكم بصحة أو خطأ هذه الديانات بل بإعطاء لكل ديانة حقها مثلما يراه أصحابها. أيعقل تدريس الشيء، بل والأكثر من ذلك الحكم عليه دون معرفة ودراسة مصادره؟ هل بهذا نقول أننا نعرف الديانات السماوية ومتأكدين بخطأها رغم اننا لم نفتح ولو لمرة الانجيل أو التوراة أو القران؟ أليس من الأرجح بل من المعقول أن ندرس الدين من وجهة نظر أصحابه بقدر ما يمكن ثم نقارنه بمعتقداتنا ونحكم عليه؟  

أتعجب من بعض المدرسين الذين يتهمون الحضارة الغربية والمعتقدات الأخرى بالكذب على دينهم والتلاعب بمعانيه ولكنهم ينسون أو يتناسون كيف هم بدورهم يطمسون معتقدات ومبادئ وفلسفات الديانات الأخرى ويعلمون أجيالاً كاملة، حفظاً وليس فهماً، بخطئها وعدم صحتها, فكل ما يعرفه غالبية الشباب في بلادي الجزائر عامة وتلاميذ المدارس خاصة هو أن المسيحيين يؤمنون بأن لله ولدا، وأن اليهود يِؤمنون بإله غير عادل لا يحب سواهم. ولو سألنا أحدهم ما هي الفضائل السبعة في الدين المسيحي أو ما هي الوصايا العشر في الديانة اليهودية لعجزوا عن الإجابة أو لربما جهلوا أصلا بوجود هذه المبادئ.

ناهيك عن أن العديد من البلدان العربية التي تحتوي على عدد كبير من المسيحيين واليهود والمسلمين معا لا تدرس هذا الدرس, أقصد درس الديانات السماوية  . ففي مصر، في حصة الدين، يقسم التلاميذ حسب ديانتهم ثم يتلقون دراسة خاصة بدينهم فقط، وأما في لبنان فلا وجود لحصة دين أساساً، وهذا لا يمنع تدريس هذا الدرس في حصة الفلسفة مثلا لضرورته وأهميته في مثل هذه المجتمعات.

المعضلة في هذا النوع من التدريس هو أنه أنتج عقولا عاجزة عن التحليل، غير متقبلة لعقيدة الآخر ولا لهويته الدينية والروحية، لا تتوقف عن التفاخر، وهماً، بانتمائها لديانة معينة , بالرغم ان معظمها ورث هذا الدين عن آبائه ولم يعاني مشقة التعب والبحث لاعتناقه. عقول عاجزة عن فهم أو حتى محاولة فهم الآخر مما أدى إلى انتشار العديد من المشاحنات والخلافات الدينية، وماذا ننتظر غير العداء من تلاميذ وتلميذات، ربما المرة الوحيدة التي تطرقوا فيها للمسيحية أو اليهودية كانت خلال درس في كتاب التربية الإسلامية للسنة الثالثة ثانوي، تحت عناوين ثانوية مثل: ” أهم عقائد النصرانيين وانحرافاتهم “أو ” عقيدتهم {يقصد اليهود} وانحرافاتهم” {صفحة 55 58} غير التعالي على أقرانهم من هذه الديانات؟   هذا التلقين لا ينجم عنه إلا مجتمع مقتنع بصحة عقيدته اقتناعاً مطلقا، مجتمع منغلق على كل من اختلف معه عقائدياً، متطرف أحياناً وجاهل غالباً.

الأجدر بهذه الحصص أن يتم فيها تدريس الديانات الأخرى، وليس السماوية فقط، مثلما يراها أصحابها وبمراجعهم وحججهم ثم مقارنتها مع ديانة التلاميذ و الطلبة وترك المجال مفتوحا أمامهم للتنقيب والتحليل والمقارنة ثم اتخاذ القرار الصائب وفقاً لبحثهم. بهذا المبدأ، وهو الأكثر عدلاً ومنطقية، ننتج عقولاً مفكرة، واعية ومتفهمة. فدراسة الأديان دراسة مقارنة تتيح للطلبة معرفة القيم المشتركة بينها والعبر من عقائدها وتاريخها وبالتالي يكونون أكثر قابلية للعيش في مجتمع متنوع الأديان ويسهل عليهم التأقلم مع كل ما هو مختلف. فبدل التركيز على الاختلافات، الأحرى بهم كقادة للمستقبل، تقوية هذه الروابط المشتركة وخلق بيئة متسامحة وفرص أكثر للتعايش مع هذه الاختلافات، وهذا ما تحث عليه الأديان السماوية كلها.

يقول ماكس مولر، وهو عالم درس الأديان دراسة مقارنة، “هو الذي يعرف دين واحد، لا يعرف أي دين”, أتمنى أن يعي أساتذتنا هذا القول، وقبل ذلك، أن يتعرفوا على هذه الطريقة لدراسة الأديان يتبنونها في برامجهم وأن يدرسوا بدورهم التلاميذ بطريقة نزيهة مبنية على دراسة نظرية وعملية للديانات وليس وفقا للمعلومات المتناقلة عن أئمة المساجد والموروث الديني الشعبي.

ياسمين بوقرش

رسالة مثلي إلى وطن آخر

National  Spanish feminist expelled from Morocco A Moroccan flag and a rainbow flag for gay rights in a protest in the Netherlands. Photo: Alex Proimos / Flickr Creative Commons.

 علم المغرب والعلم الممثّل لحقوق المثليّين في مظاهرة في هولندا Photo: Alex Proimos / Flickr Creative Commons.

الرسالة التالية هي بقلم صديق لم يرد أن أكشف عن إسمه خوفاً على حياته ومستقبله: صديق مثلي جنسياً  ومن أبناء المغرب.

أعيش في بلد أحبه مع أنني اضطر نفسي كل صباح إلى أترك مثليتي في البيت قبل الذهاب إلى العمل، أخبئها في خزانة ملابسي، خلف باب الحمام وفي أدراج مطبخي، أسخر من نفسي حين يطري أصدقائي وزملائي في العمل وأفراد عائلتي على أخلاقي واستقامتي وتوازني، أمضي يومي غائبا عن نفسي حذرا من زلات لساني أو طرفات عيني، أشفق على نفسي حين أضطر لتقبل خيانة زميلي في العمل لزوجته كل يوم ولتقبل نفاق رئيسي في العمل وتقبل سخرية صديقتي من زوجها وإدمان صديقي دون أن يستطيع أحد تقبل مثليتي حتى نوافذ بيتي أغلقها كي لا يسمع جيراني حديثي مع نفسي تناسيت منذ زمن طويل أنني أمر بجانب الحياة وأقنعت نفسي أنني وجدت في الزمن الخطأ والمكان الخطأ بل وربما أيضا في الجسد الخطأ لكنني صرت اليوم خائفا ولم أكن يوما كذلك، حين رأيت ذلك المثلي يضرب على أرصفة مدينة فاس تجمهر عليه العشرات ممن يظنون أنهم من الفئة الناجية يتسابقون على ضربه مكبرين مهللين، شعرت بكل تلك الضربات تخترق جسدي وأحسست بدمائه تخرج من عروقي، تخيلت نفسي مكانه وأنا أسقط وأقوم محاولا النجاة من أيدي أشخاص لا أعرفهم ولم أفكر يوما أن أؤذيهم أو حتى أحكم على تصرفاتهم، اهتز قلبي وأنا أراه يزحف نحو الشرطي يرتجي حمايته، اخترقت مسامعي شتائمهم ووعيدهم فأحسست لأول مرة أنني أعيش في بلد يكره ساكنيه حقيقتي مع أنهم يظهرون حبي، انتابني رعب عظيم حين انتبهت إلى أنني مجرد فار من عدالتهم متنكر في جلدتهم، لم أستطع أن أمنع دموعي وأنا أرى الشرطة تجر جسده المدمى إلى السيارة بعد أن قضوا منهم وطرهم تخيلت أصدقائي وجيراني وزملائي في العمل يفعلون بي ما فعل به، تخيلت نظرات اعجابهم تتحول إلى نظرات اشمئزاز، تخيلتهم يفرون مني كأنني لحم فاسد، فتحول حبي لهم إلى خوف ورهبة، وطمأنينتي بينهم إلى وجل وترقب.

لم أطمع يوما في أن أحمل راية قوس قزح أو أن أجد شريك حياة أو حتى أدافع عن حقوقي أو حقوق غيري، كل ما طمعت فيه هو أن أثق في أن من حولي لن ينقلبوا يوما ما إلى ذئاب تنهشني إذا أخطأت ونسيت يوما مثليتي خارج المطبخ أو غرفة النوم أو قرب النافذة. فقدت إحساسي بالمواطنة منذ رأيت ذلك الفيديو، أخاف من وطني مع أنني أهبه كل يوم ساعات عمري بتفان لا أخالف قوانينه ولم أؤذي يوما مواطنيه، فهل لي بوطن آخر؟

الوهابية: الاسلام ونظام الحكم

article

إن ما يحدث اليوم في العالم الإسلامي المتشردم تحت وطأة الصراعات الدامية ذات الطابع المذهبي-القبلي خاصة في ما يتصل بظاهرة الإرهاب التي بلغت أوج وحشيتها بعد انتفاضات العالم العربي منذ سنة 2011, يطرح الإشكال المتعلق بالفكر الذي تمارس باسمه هذه الجرائم فيتبادر للأذهان, بصفة عفوية, البحث عن مسوغات هذا الفكر وجذوره حتى يتسنى فهم هذه الظاهرة, وهو ما يقود العديد من الناس إلى البحث عن تكييف فكري-عقائدي لما يحمله هؤلاء الذين يستأثرون بما يقولون أنه “الدين الصحيح” من منطلقات فكرية تبرر لهم, في نظرهم, كل ما يقومون به من قتل وسفك للدماء.

وفي هذا الصدد, يتواتر لفظ في إطار عملية التكييف المشار إليها أعلاه : الوهابية هذا اللفظ المنفر ذو الدلالة السيئة لدى العامة إلى درجة أن الوهابيين أنفسهم يرفضونه[1], صار “الرابط العجيب” بين الممارسات الإرهابية والأشخاص الذين تصدر عنهم هذه الممارسات. لذلك وجب أولا تعريف الوهابية بصفة علمية موضوعية تبتعد عن المسلمات والأفكار المسبقة وتزيل كل لبس.

فنقول أولا أن الوهابية هي تلك الحركة السياسية التي قامت في منطقة نجد وسط شبه الجزيرة العربية في أواسط القرن الثامن عشر بقيام التحالف المعروف ب”معاهدة نجد” بين محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود. ونقول ثانيا أن الوهابية, نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب, هي إلى جانب ذلك, تلك العقيدة التي نظر لها هذا الأخير في تحد صارخ للمنظومة الفقهية السائدة وقتها والتي تهدف إلى العودة إلى إسلام الصدر الأول و”تطهير العقيدة الإسلامية من شوائب ورواسب تراكمت عليها على مر التاريخ[2].

سنبتعد قدر الإمكان عن الإسقاطات المكانية وعن التشبيهات والمقارنات التي من شأنها أن تعطل فهمنا للوهابية كحركة ظهرت في سياق تاريخي مجدد فأنتجت نسقا فكريا محددا ذي استتباعات كبيرة غيرت التاريخ والجغرافيا. وقد نشأ الفكر الوهابي في سياق انتشر فيه ما اعتبره صاحبه شركا أي مظاهر التوسل بالأولياء والصالحين والتضرع لله عند قبورهم وهو ما قاد بن عد الوهاب إلى “الثورة” ضد هذه المظاهر. فانطلقت دعوته في العيينة أين نشأ وصدر فيها كتابه البارز والذي فيه خلاصة عقيدته سنة 1741 وهو كتاب “التوحيد الذي هو حق الله على العبيد”. ثم قويت شوكة هذه الدعوة بالتحالف الذي

أقامه “الشيخ” مع محمد بن سعود, زعيم قبيلة عنزة التي هي أقوى قبيلة في شبه الجزيرة على الإطلاق في تلك الفترة’ سنة 1744 والذي عرف ب”معاهدة نجد” وقامت على إثره الدولة السعودية الأولى.

ولعل السمة البارزة في تاريخ الفكر الوهابي هي اقترانه بالدولة السعودية منذ التحالف المذكور آنفا, إذ اقترن اسم محمد بن عبد الوهاب باسم محمد بن سعود. فاقترن أبناء الأول بأبناء الثاني وارتبطت الوهابية عقيدة وفكرا بقوة آل سعود وسلطتهم ودولتهم وكانت أساسا لمشروعية حكمهم. ويمكن القول أن الوهابية اليوم ليست كما كانت عليه عند نشأتها, وذلك من ناحيتين. أولا, عندما كانت الوهابية في بدايتها, كانت تعتبر تحديا صارخا للمنظومة الفقهية السائدة وقتها وللمعتقدات العامة لكافة المسلمين. فأخذت تهدم أفكارا تعتبرها كفرية وطفقت تهاجم الأرثوذوكسية الإسلامية القائمة.

أما اليوم, فالوهابية تشكل جزءا من الأرثوذكسية القائمة بل وجزءا من بعض الأفكار السائدة لدى العامة من الناس, ولذلك لتغير موقعها عما كانت عليه عند نشأة الدولة السعودية الأولى واستجابة لما ترتبها سيرورتها التاريخية التي قد يطول شرحها. ثانيا, الفكر الوهابي, بعد أن كان يتبناه طيف واحد متجانس له دعوة واحدة وأهداف مشتركة عند ظهوره, صار اليوم متعدد المواقع. فنجده مرتبطا بممارسات تختلف باختلاف المواقع والأهداف السياسية والتكتيكات والأساليب المتبعة للوصول إلى تلك الغايات. لذلك وفي ظل هذه الفوضى التي تحوم حول مسألة الوهابية وما يمكن أن تستتبعه من التباس في الأذهان, يصبح من الأهمية بمكان أن نتناول المسألة المشار إليها من موقع موضوعي بإخضاعها إلى دراسة علمية تتقصى مسوغاتها الفكرية وتبحث عن روابط تجعلنا نفهم جانبا غير هين من ظاهرة نعيشها اليوم. فالإشكالية الجوهرية التي يطرحها موضوع بحثنا تتمحور حول السؤال التالي :

إلى أي مدى أثرت المنطلقات النظرية الوهابية على الممارسة السياسية لحامليها ؟

كإجابة أولية على هذا التساؤل, نقول انعكاسات الفكر الوهابي على ممارسة من يؤمنون به كانت وفق ما تسمح به مسوغاته النظرية. من هذا المنطلق, صار علينا أن نتبين الأسس النظرية للحركة الوهابية من حيث هي شرعنة للاستبداد التيوقراطي (1) حتى نقتفي انعكاساتها على مستوى الممارسة المطبوعة بالعنف (2).

  1. الأسس النظرية للوهابية : شرعنة الاستبداد التيوقراطي :

إن ما يقتضيه بحثنا هذا من تمحيص للفكر الوهابي بل ومن تناول الظاهرة الوهابية ككل من موقع علمي موضوعي يجعلنا نمر حتما بدراسة الأسس النظرية التي يرتكز عليها هذا الفكر حتى يتسنى فهم ميكانيزمات التبرير التي يعتمدها لشرعنة ممارساته. لذلك توجب علينا أن نتناول نظرية التوحيد الوهابية باعتبارها منطلقا نظريا أسس لنسق فكري جديد قديم ضمن منظومة التيارات الإسلامية (أ). ومن ثمة نتطرق إلى نظرية الحكم المذكورة أعلاه (ب).

أ) نظرية التوحيد :

تمثل نظرية التوحيد التي جاء بها محمد بن عبد الوهاب العمود الفقري للفكر الوهابي من حيث أنها أساس نظري انطلقت منه منظومة كاملة من الأفكار التي تم تبنيها لاحقا من قبل “الوهابيين”. وحتى نتبين أهم ما جاءت به هذه النظرية تحتم علينا الرجوع الى كتابات “الشيخ” حتى يتسنى لنا إدراك مكنون عقيدته والإحاطة بكل أوجهها. ولئن تعددت كتابات هذا الأخير[3] نظرا لتكرار الأفكار الذي اهتواه بن عبد الوهاب في جل كتبه, الا أن جوهر نظريته في كتابه الأبرز وهو “كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد” والذي أصدره بالعيينة سنة 1741, كما نجده أيضا في الرسائل التي بعث بها إلى المسلمين والتي قام بجمعها بعض تلاميذه, ونخص منهم الحسين بن غنام في كتابه “تاريخ نجد”[4].

وفي قراءة شاملة لمختلف أفكار محمد بن عبد الوهاب حول مسألة التوحيد يمكننا القول أن نظرية “الإمام” انبنت على تلك التفرقة الجوهرية بين ثلاثة أنواع من التوحيد وهي : توحيد الربوبية أي الإيمان بان الله خالق الكون لا شريك له في ذلك, توحيد الألوهية أي إفراده بالعبادة وتوحيد الصفات والأسماء, بمعنى أفراد الخالق بصفات وأسماء يختص بها هو ويستأثر بها دون سواه.[5]

وتعتبر نظرية التوحيد الوهابية أن توحيد الربوبية, وان كان ركنا أساسيا من أركان التوحيد, لا يكفي لوحده لتحقق الإيمان. فتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة هو العامل الحاسم في تحقق الإيمان والخروج من الكفر, فيكون بالتالي خط التمايز بين الشرك والتوحيد. وفي سبيل التوغل في هذه المسألة وضبط كل حالات الشرك التي تحل الدم والمال, أدى ولع الشيخ بن عبد الوهاب بالجزئيات الصغيرة إلى صنعه لما

أسماه الأستاذ حمادي الرديسي ب”ميكروفيزياء الشرك”[6]. وهو ما جعله يخصص مجالات من كتابه المذكور آنفا لمسائل متعددة, منها “لبس الحلقة والخيط”[7] و”الرقي والتمائم”[8] و”التبرك بشجر أو حجر ونحوهما”[9] و”الذبح لغير الله”[10] و”النذر لغير الله”[11] إلى غير ذلك مما يقع تحت طائلة الشرك من أقوال وأفعال. ومن المحسوم المحتوم أن النتيجة الخطيرة التي يتوصل إليها محمد بن عبد الوهاب من خلال تصوره للتوحيد هي كفر عامة مسلمي عصره ممن تشيع بينهم هذه الممارسات “الكفرية” من منظوره. وهو ما يقود بالتالي إلى تحليل دمهم ومالهم. فالتكفير ليس مسألة اعتباطية لا أساس لها, بل هي متأصلة  نظريا في التصور الوهابي للعقيدة الإسلامية. وهو ما يجعلنا نسلم بأن ما يطلق عليها اسم “الجماعات التكفيرية” اليوم تجد مرتكزا في نظرية التوحيد الوهابية, أي أنهم, من هذا المنظور على الأقل وهابيون.

ولئن كانت نظرية التوحيد هذه خطا فاصلا بين ما جاء به محمد بن عبد الوهاب من تصور جديد-قديم لمفهوم التوحيد من جهة والسائد في الفقه الإسلامي وقتئذ, وهو ما جعل الأستاذ حمادي الرديسي يتحدث عن “قطيعة موسوية”, فان المضمون السياسي لهذا القطع تبلور في إطار نظرية للحكم مستوحاة إلى حد كبير من تلك التي جاء بها ابن تيمية.

ب) نظرية الحكم :

إن نظرية التوحيد الوهابية والمستقاة الى حد كبير من ابن تيمية خاصة في ما يتعلق بمسألة توحيد الألوهية وتفرقتها عن توحيد الربوبية, شكلت مسوغا فكريا لنظرية حكم تمثل امتدادا لها على المستوى السياسي.

ولئن لم يعرف عن محمد بن عبد الوهاب انه بلور نظرية في الحكم إلا أن بعض رسائله وكذلك ممارساته الفعلية على أرض الواقع تبرهن على تأثره العميق بنظرية ابن تيمية السياسية. وبالتالي, يتعين علينا الوقوف على أهم ركائز هذه النظرية من موقع الممحص في الظاهرة الوهابية.

وفي هذا السياق, يوفر لنا كتيب “الدولة عند ابن تيمية” لمحمد مبارك[12] المحاور الكبرى لتصور “شيخ الإسلام” للدولة الذي نجده في “الرسائل السياسية الشرعية في إصلاح الراعي والرعية”. وان يؤكد على وجوب وضرورة الولاية شرعا وعقلا,يعتبر ابن تيمية أن مقاصد الولاية وغاية الحكم والدولة أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا.

ومن جهة مهمة الإمام وطبيعة وظيفته, اعتبر ابن تيمية أن الإمام منفذ لشرع الله من كتاب وسنة, أي أنه ليس له أن ينتصب كمشرع. وبالتالي, فان طاعته تكون مقيدة في حدود ما أمر  به الرسول. وهو ما يفتح باب الخروج عن الإمام إذا ما خرج هذا الأخير عن الشريعة الإسلامية وتجاوز حدود مهمته كمنفذ لشرع الله.

من جهة أخرى, تطرق ابن تيمية إلى مسألة الصفات الواجب توفرها في الإمام, وذلك بالتركيز خاصة على ثنائية القوة والأمانة عملا بالآية القرآنية “إن خير من استأجرت القوي الأمين”. وأما المقصود بالقوة فهو الغلبة والقهر والسلطة وهي كما يقول أحمد الكاتب “أساس الولاية الواقعي”[13]. أما الأمانة, فهي مطلب الإمامة الشرعي من حيث أن الاستقامة تشكل ضمانة لعدم خروج الإمام عن كتاب الله وسنة رسوله. ولعل طابع الغلبة هذا الذي يخيم بظلاله على تصور ابن تيمية للحكم كان له الأثر الكبير في التصور الوهابي لهذا الأخير. فإسقاط شرط القرشية عن الإمام جاء موافقا تماما لفلسفة القوة هذه التي استلهم منها محمد بن عبد الوهاب تحالفه مع زعيم أشد القبائل في شبه الجزيرة العربية, جاعلا منه إماما ذي شوكة, إذ أن طبيعة أهدافه السياسية والرامية أساسا إلى نشر دعوته بقوة السيف, لا تترك مجالا للشورى ولا لبيعة أهل الحل والعقد.

كما أن مسألة الخروج على الإمام تطرح إشكالا في نظرية الحكم التي تبناها محمد بن عبد الوهاب. فبالرغم من أن حركته كانت في أساسها خروجا عن الحاكم العثماني آنذاك، شرع بن عبد الوهاب لوجوب طاعة الحاكم قائلا “أرى وجوب السمع والطاعة لأئمة المسلمين, برهم وفاجرهم ما لم يأمروا  بمعصية الله”. ويذكر عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في كتاب “الدرر السنية في الأجوبة النجدية” قول بن عبد الوهاب حول طاعة الحاكم “من ولي الخلافة, وجبت طاعته وحرم الخروج عليه”[14]. ولعل من المفارقات البارزة في الفكر السياسي الوهابي في ما يتصل بنظام الحكم وطاعة الحاكم تحريم بن عبد الوهاب الخروج عن الخليفة أو الأمير بينما يجيز مرجع الوهابيين الأول, وملهم بن عبد الوهاب, ابن تيمية الخروج على أي حاكم بشرط الالتزام بالشريعة الإسلامية ودعم الخروج بصفة عامة إلا في حل خروج الحاكم عن الشريعة..

وفي إطار منظومة فكرية يختلط فيها السياسي بالعقائدي بشكل يصعب معه التمييز بينهما, اشترط محمد بن عبد الوهاب مبدأ الولاء والبراء كشرط من شروط الإيمان. وهو ما يعني أن تحقق إيمان المسلم منوط بمسألة تبرئه من الكفار وولائه للموحدين, أي الانضمام إلى صفوفهم. ونجده يقول ذلك مثلا في رسالة إلى قاضي الدرعية عبد الله بن عيسى[15].

فينتج الفكر الوهابي بذلك نسقا مشابها للكليانية ,الذي يكون فيه الكل خادمون لفكرة واحدة, أو نمط واحد من الأفكار, تحت قاعدة “من ليس معي فهو ضدي”.

  1. انعكاسات الفكر الوهابي على مستوى الممارسة : العنف منطلق أساسي :

لعله من الخاطئ اعتبار الدعوة الوهابية حركة  إصلاحية فقط, ابتدعها محمد بن عبد الوهاب لنشر أفكار تحوم حول العقيدة والتوحيد وتسعى إلى إعادة المسلمين إلى ما كان عليه سلفهم في عصر النبي, من نبذ للطرق الصوفية وزيارة القبور أو اقتصارها على تكفير من يتضرع لله عند الصالحين.[16]

فهذه الدعوة التوحيدية التي بدأت جذورها تنبت في العيينة تنمو في الدرعية إلى أن وصلت إلى كامل الجزيرة العربية في القرن 18, قبل أن تنتشر في العالم بأسره وتصنف اليوم على أنها المنبع الأساسي لفكر تنظيمات جهادية لا تزال تغير الخارطة الجيوسياسية الراهنة, لم تكن سلمية بالمفهوم المتعرف عليه بل عنيفة في شكلها ومضمونها خاصة عندما يتعلق الأمر بالنظام السياسي الذي بنته وما تزال تحميه.

وفي هذا الإطار المتعلق بالعنف الوهابي سنعمل على دراسة الممارسة العنيفة للوهابيين عند نشأة المملكة السعودية (أ) لنصل إلى محاولة فهم هذه الظاهرة عند التنظيمات الجهادية المعاصرة (ب).

أ) ممارسة الوهابيين عند نشأة المملكة السعودية :

طرد بن عبد الوهاب من قرية العيينة نتيجة الأفكار التي كان يشيعها بين الناس وأهمها التكفير, فهاجر إلى الدرعية أين سيبني دولة ستستمر لثلاثة قرون متواصلة.

ولعل مبايعته لمحمد بن سعود تعتبر حجر الأساس لبناء هذه الدولة بدءا بشرطه “أنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر, وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم, فمن تمسك بها وعمل بها نصرها…فأرجو أن تكون إماما يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك..”[17] وصولا إلى التزام بن سعود للشيخ بأن “الدم بالدم والهدم بالهدم” وأن “لا يظهر عنه إن أظهره الله”[18].

سمي هذا التحالف الذي حصل سنة 1744ب”معاهدة نجد” أو “ميثاق الدرعية”[19] فقسمت الأدوار بين منصب سياسي لمحمد بن سعود وآخر ديني لمحمد بن عبد الوهاب ليصبح شبيها بتحالف ديني سياسي قائم على مبايعة الشيخ للأمير على السمع والطاعة ومبايعة الأمير للشيخ على نشر دعوته التوحيدية.

وانطلاقا من هذه المعاهدة تأسست الدولة السعودية الأولى وشملت جزءا كبيرا من شبه الجزيرة العرب. فعلى غرار هجرة الأنصار في عهد النبي, هاجر أنصار بن عبد الوهاب إلى الدرعية ناشرين دعوته إلى أن دعاهم إلى “الجهاد”[20]. وقد كان العنف والمصادمات العسكرية وسيلة جماعة بن عبد الوهاب وبن سعود في محاربتهم لقبائل الجزيرة, التي رفضت مبايعتهم وأتباع الدعوة الوهابية, باعتبارهم أشركوا مع الرب أربابا أخيرين.

لقد أدى تكفير المسلمين الذين لا يتبعون دعوة بن عبد الوهاب وإعلانه الحرب عليهم خلافات وانشقاقات كبرى هددت صمود تلك الدولة وأنتجت عنفا و قتلا مباحا حسب تقدير “الشيخ”. فبعد انشقاق أمير ثرمدا[21] وتمرد أمير ضرما[22] واعلان أهل حريملاء استقلالهم عن حكم آل سعود سنة 1751 وإخراج أتباع بن عبد الوهاب من بلدتهم وفتل أميرهم بدأت الحركة في التراجع خاصة مع زحف التمرد الى منفوحة والعيينة والى بعض أهل الدرعية. ولكن بن عبد الوهاب ارتأى إلى مواصلة استعمال العنف وقتل الأمراء المتمردين وعدد كبير من أبناء بلداتهم.

يذكر كتاب “جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي” هذه الأحداث والإطار التاريخي الذي رافقها  “وقامت القوات الوهابية بالهجوم على ثرمدا وقتل حوالي سبعين شخصا من أهلها المرتدين. ثم قام عبد العزيز بن محمد بن سعود سنة 1168ه بمهاجمة حريملا والقضاء على حركة التمرد التي استمرت أربع سنوات وإخضاع البلدة بالقوة.”[23]

كل هذه الوقائع تؤكد أن محمدا بن عبد الوهاب يؤمن بشرعية الحاكم المتغلب والقاهر ويرفض فكرة الشورى. وقد رسخت هذه الفكرة-أي رفض الخروج عن الحاكم-بعد الأحداث الدموية التي ذكرناها سابقا. فلم يكن ممكنا في ظل تحالف آل سعود مع بن عبد الوهاب السماح بقيام ثورة أو تمرد مهما تكن طبيعة وسياسة الحاكم بل دعوة الناس إلى طاعة الإمام والتسليم له.

ولم تقتصر الدولة السعودية في استعمالها للعنف والاستبداد على الفترة الأولى فقط لحكمها وللمساحة التي تسيطر عليها أو الأراضي المجاورة لها بل تعدت ذلك إلى مواصلة نشر دعوتها ومذهبها ضد كل من يخالفها رأيا وعقيدة وممارسة. فمجزرة كربلاء في العراق التي قادها سعود بن عبد العزيز على حين

غفلة في 20 أفريل 1802 قتلت 5 آلاف شخص من سكان المدينة وهدمت الأضرحة والقباب والأضرحة وأهمها ضريح الإمام حسين بن علي بن أبي طالب.[24]

مرت الدولة السعودية أو المملكة السعودية أو دولة آل سعود بعدة اضطرابات ترجمت من خلال تأسيس ثلاث دول سعودية, تبنى الواحدة على أنقاض سابقتها[25]. وقد كان من الصعب صمود دولة قامت على اتفاق وبيعة بين شخصين فقط, ترهب العامة في دعوتها وتقتل كل معارض لسياستها. ورغم تواصل حكم آل سعود منذ بناء الدولة السعودية الثالثة أو المملكة العربية السعودية إلى الآن, إلا أنها شهدت محاولات تمرد كبرى تعلقت خاصة حول ما اعتبر حيادا على مبادئ الوهابية الأولى[26]. ولعل هذا ما يشكل الخلفية الفكرية والسياسية لظهور تنظيمات جهادية معاصرة تحسب على الوهابية.

ب) التنظيمات الجهادية المعاصرة نموذجا :

تعددت التجارب المسلحة ذات البعد الجهادي والمذهب السني منذ القرن العشرين, إلا أنها اختلفت في جذورها الإيديولوجية وسياقها الزمني ومكان ظهورها وحتى في أهدافها التي رسمتها.

ولئن تشاع دوما فكرة انتساب تنظيمات كطالبان[27] والقاعدة[28] والدولة الإسلامية[29] إلى الفكر الوهابي وتغذيها من أفكار بن عبد الوهاب وابن تيمية[30] خاصة مع الأحداث السياسية المتسارعة في العالم وانتشار ظاهرة “الإرهاب” فإن المواقف والآراء الدارسة لما يسمى ب”الجهاد الإسلامي المعاصر” لم

تحسم رأيها بعد في هذه المسألة[31] بالنظر إلى علاقة المملكة العربية السعودية, وهابية المنشئ, بهذه التنظيمات[32] . فهل تعتبر الحركات الجهادية المعاصرة وهابية وهي تحارب مملكة أقامها مبتدع الوهابية ووضع أسس بناء نظامها السياسي والعقائدي؟

ورغم إقرارنا بوجود هذا اللبس في تحديد طبيعة هذه الحركات وعلاقتها بالوهابية, إلا أننا أدرجناها في موضوع بحثنا نظرا لالتقائها مع المبادئ الوهابية وممارستها لنفس أساليب الدولة السعودية (عند نشأتها خاصة) وعنفها.

فطالبان الأفغانية والقاعدة ذات الأصول السعودية والدولة الإسلامية عراقية المنشئ شكلت نسخة طبق الأصل للتجربة الوهابية السعودية من خلال مقاومة البدع القائمة على هدم القبور والأضرحة[33] ومزارات الأولياء الصالحين والتماثيل والأصنام -حسب معجمهم اللغوي-[34] وإزالة التمائم من أجل إعادة العبادة التوحيدية النقية لله وحده وصولا إلى إقامة شرع الله وإحياء الخلافة.

ولا يقل عنف تنظيمات كالتي نتناولها في بحثنا عن عنف الحركة الوهابية في بدايتها في نجد. فإقامة الحدود الشرعية ورجم الزانية وقطع رأس كل من يخالف الرأي (رغم اختلاف التجارب الجهادية) تبدو السمة البارزة في تقارب هذه التنظيمات مع الحركة الوهابية.

وفي إيديولوجيا التنظيمات الجهادية التكفيرية[35] يسمح باستعمال العنف الشديد للوصول إلى الغاية المطلقة والحلم المنشود ألا وهو إقامة خلافة إسلامية[36] تحت مسمى “التوحش”[37]. فالقاعدة والدولة الإسلامية اتبعتا إستراتيجية تقوم على ثلاث مراحل وهي النكاية والإنهاك ثم التوحش وأخيرا التمكين أي قيام دولة الخلافة. ويقول أبو بكر ناجي منظر هذه الإستراتيجية “إن معركتنا هي معركة توحيد ضد كفر وإيمان ضد شرك, وليست معركة اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية”.[38]

ومنذ سنة 2003 إلى الآن ونحن نعايش تجربة الانتقال من مشروع الدولة الخاص بالعراق (السنة) مع القاعدة إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى الدولة الإسلامية التي تكون خلافة إسلامية موحدة تزيل حدود سايس بيكو.

وخلاصة يمكن الإقرار أننا, وفي ضوء الأدلجة المفرطة للدولة الإسلامية, نجد أنفسنا أمام الرؤية الوهابية النقية التي خرج بها محمد بن عبد الوهاب حين أقام إمارة دينية تكون منصة لإطلاق مشروع الخلافة القائمة على : التوحيد والولاء والبراء والهجرة والجهاد رغم أن القاعدة والدولة الإسلامية تجيزان الخروج عن طاعة الحاكم بينما أوجب بن عبد الوهاب الطاعة الكاملة للحاكم.

[1][1] “..وبذلك فان أنصار الدعوة يؤكدون بأن تعبير “الوهابية” هو اسم خطأ لجهودهم من أجل إحياء الإيمان والممارسة الإسلاميين الصحيحين. وبدلا من صفة وهابي يفضلون إما سلفي, أي المرء الذي يتبع طرق السلف المسلم الأول, أو الموحد, وهو المرء الذي يعترف بوحدانية الله.”, ديفيد كينز, الدعوة الوهابية والمملكة العربية السعودية, نفله إلى العربية عبد الله العسكر, جداول.

[2] ونحن بتعريفنا هذا تجاوزنا صعوبات قد تطرأ على تمكننا من مفهوم الوهابية, وذلك بابتعادنا عن تساؤلات تتعلق بطبيعة الحركة الوهابية. هل هي  دين جديد ؟ هل تشكل هذه الحركة فرقة دينية بالمعنى الفيبري MAX WEBER) ) فتكون رهينة 3 شروط وهي حرية الانخراط, الشعور بالحصرية والتكييف المميز؟ أم هل أنها شبيهة بالبروتستنتينية المسيحية وما شابهها من نزعة تطهيرية ؟ (حمادي الرديسي)

 منها كتاب “أصول الإيمان” وكتاب “الأصول الثلاثة” وكتاب “القواعد الأربعة” وكتاب “كشف الشبهات” الى غير ذلك[3]

 والمسمى “روضة الأفكار والإفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام”[4]

[5] تجدر هنا الإشارة إلى أن هذه المسالة شكلت محور جدل وخصومة فكرية تيولوجية بين المعتزلة من جهة وأعل السنة من جهة أخرى. فلئن اعتبرت المعتزلة أن الله جوهر واحد بوجد خارج العالم مع ما يستتبعه هذا القول من إنكار صفات وأسماء قد تسند إليه من قبيل تشبيهه بالذات الإنسانية (وهو ما يقودهم الى القول بأن القران  بما يتضمنه من هذه الأسماء هو مخلوق ومنفصل عن الذات الإلهية), اعتبر السنة أن لله صفات وأسماء تضاف الى جوهره

 REDISSI Hamadi, Le pacte de Najd, Seuil, Paris, 2007 [6]

 محمد بن عبد الوهاب, كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد, الإدارة العامة للطبع والترجمة, الرياض, 1995, الطبعة الثانية, ص 21[7]

 نفس المصدر, ص 22[8]

 نفس المصدر, ص 24[9]

 نفس المصدر, ص 27[10]

 نفس المصدر, ص 30 [11]

 محمد مبارك, الدولة عند ابن تيمية, دار الفكر, دمشق, 1961[12]

 أحمد الكاتب, جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي[13]

[14] عن كتاب “جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي عن عبد الرحمن بن محمد بن قاسم في كتابه “الدرر السنية في الأجوبة النجدية, ج1, ص 40

[15] ابن غنام, تاريخ نجد، الشروق، بيروت، 1994. ص 309

 “سبب كفر بني ادم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين”, مقتطف من كتاب التوحيد لابن عبد الوهاب, ص 36[16]

 أحمد الكاتب, جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي, ص 29[17]

 نفس المصدر, ص 29[18]

[19] “ظهرت الحركة الوهابية كما هو معلوم أولا في نجد ما بين العيينة (1740) والدرعية (1745)  على أساس ميثاق بين مؤسس الحركة محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود” من كتاب حمادي الرديسي وأسماء نويرة, الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر : نصوص الغرب الإسلامي نموذجا, دار الطليعة بيروت, 2008, ص 9

[20] “يدعو إلى التوحيد وينادي بجهاد ما سمي بأهل الضلالة والزيغ والردة. وانتشرت بالسيف والجدال مع المناوئين وإرسال البعثات والوسائل إلى أطراف الجزيرة وغيرها”, حمادي الرديسي, مصدر سابق, ص 9

 إبراهيم بن سلمان[21]

 إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن [22]

[23]  “..بعد أن قتل من أهلها مائة رجل وصادر أموال الناس الذين هربوا في الشعاب والجبال. وقام بعد ذلك بمهاجمة منفوحة ومقاتلة أهلها وصادر كثيرا من الإبل والبقر والحمير” ص 35

 نظرا لكون المدينة مزارا للشيعة[24]

[25]  الدولة السعودية الأولى من 1744-1818 انتهت على يد محمد علي باشا وابنه إبراهيم باشا بعد معارك عديدة في الدرعية/ الدولة السعودية الثانية من 1824-1891 انتهت على يد محمد العبد الله الرشيد حاكم حائل ونفي أمرائها/ الدولة السعودية الثالثة نشأت عام 1902 على يد عبد العزيز عبد العزيز عبد الرحمن آل سعود

[26]  معركة السبلة في 1929 من أبرز التهديدات التي واجهت الدولة السعودية والتي جرت ضد حراس الوهابية أو الإخوان (ليسوا الإخوان المسلمين) وانتهت بالقضاء عليهم بدعم بريطاني. ثم في 1979 اندلاع حركة تمرد داخل الحرم المكي “الجماعة السلفية المحتسبة” بقيادة جهيمان العتيبي وانتهت بالقضاء عليهم (رسائل جهيمان مكون أساسي في أدبيات السلفية الجهادية اذ اعتبر أن واقع المملكة السعودية هو “تعطيل الحكم بما أنزل الله” في رسالة “الامارة والبيعة والطاعة وحكم تلبيس الحكام على طلبة العلم والعامة “واجب الخليفة هو تحكيم الشريعة والا فقد ضل عن سبيل الله”. كما صدرت سنة 1992 مذكرة النصيحة وطالب من خلالها الشيوخ والأطباء والأساتذة الجامعيون بإعادة أسلمة الدولة السعودية ووجوب التحاكم الى شرع الله وتحكيمه في جميع شؤون المجتمع والدولة.

[27]  حركة إسلامية أفغانية مسلحة وصلت إلى الحكم في سبتمبر 1996 بعد سقوط الجمهورية الأفغانية وسيطرت على الجزء الكبير من مساحة البلاد, أعلنت من العاصمة كابل قيام “إمارة أفغانستان الإسلامية” وأميرها الملا عمر. سقطت في 2001 بعد التدخل الأمريكي بدعوى مقاومة الإرهاب

[28] تنظيم مسلح أسسه السعودي أسامة بن لادن ردا على ما اعتبره كفر ال سعود وعدم تطبيقها لشرع الله في حكما وتعاونها مع الكفار. قام التنظيم بعدة هجمات على الدول الغربية وأشهرها على الإطلاق تفجيرات سبتمبر 2011 في نيويورك. يصنف كتنظيم إرهابي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى القضاء عليه منذ دخولها إلى افغانستان في العام نفسه

[29]   تنظيم ظهر منذ 2003 في العراق للتصدي للغزو الأمريكي والحكم الشيعي وكان مبايعا للقاعدة. تغيرت أسماؤه  عدة مرات الى أن أستقر على التسمية الحالية منذ إعلان ما يسميها ب”دولة الخلافة” في 29 جوان 2014 ونصب ابا بكر البغدادي خليفة. يمتد من نصف سوريا إلى نصف العراق

[30]  حرض أسامة بن لادن المسلمين للجهاد ضد الأمريكيين في بيان أصدره سنة 1996 مستشهدا بابن تيمية “المؤمنون الحقيقيون سيحرضون الأمة ضد أعدائها تماما كما فعل أسلافهم العلماء مثل ابن تيمية”. من كتاب “الدولة الإسلامية : الجذور, التوحش, المستقبل”, دار الساقي, بيروت, 2015, ص 12

 “تساءل الكاتب ديفيد كينز عن حقيقة خروج بن لادن من المدرسة الوهابية مستشهدا ب” ولكن هل كان أسامة بن لادن والقاعدة ثمرة المدارس الوهابية في المملكة العربية السعودية ؟ كيف يمكن أن تكون الحالة تلك  وقد اعتبر ابن لادن آل سعود خونة يجب إسقاطهم؟” من كتاب “الدعوة     الوهابية والمملكة العربية السعودية”, نقله إلى العربية عبد الله إبراهيم العسكر, جداول, الطبعة الثانية, 2013, لبنان, ص 29[31]

 “يطرح عليا غالبا سؤال يتعلق بالعلاقة بين المملكة العربية السعودية, من جهة, والعنف والجماعات الإسلامية المتشددة مثل “القاعدة” ولاحقا      “الدولة الإسلامية”(..) لكن رياح التغيير-المتمثلة بالدولة الاسلامية- تهدد الآن بأن تعصف بها وتنهيها”. المصدر السابق, الفصل 5, ص 120[32]

 هدم قبور ومزارات عدد من الصحابة وشخصيات إسلامية وثقافية في سوريا والعراق, شيعية كانت أم سنية[33]

[34] أشهرها تمثالي بوذا التي هدمتها حركة طالبان في مارس 2001. يقول فهمي هويدي الذي أرسل في بعثة خاصة لإثناء الحركة عن هدم التماثيل “كنت أعرف أن ثمة اتصالات مع قادة حركة طابان عبر قنوات عدة بعضها كان صدي للتطورات الأخيرة في أفغانستان التي تمثلت في صدور قرار “أمير المؤمنين” هناك, الملا عمر, بهدم التماثيل البوذية في باميان”. مقتطف من كتابه “طالبان, جند الله في المعركة الغلط, دار الشروق, الطبعة الثالثة, 2006, مصر, ص 138

 بن عبد الوهاب يكفر من يسميهم بأهل البدع ويكفر من لا يكفرهم وكذلك الدولة الإسلامية حاليا [35]

[36] طالبان حكمت لفترة محددة وأقامت إمارة واعترفت بها 3 دول وكذلك الدولة الإسلامية تقيم اليوم ما تسميه بدولة الخلافة من الرقة في سوريا إلى  نصف مساحة العراق, بينما تختلف القاعدة في هذا التصور وترى أن محاربة “الكفار الصليبين” هي الأولوية)

[37] يفسر عبد الباري عطوان في كتابه أن الدولة الإسلامية لا تمثل نموذجا وحيدا في استعمالها للعنف الشديد والترهيب.اذ أن كل ما حكم على امتداد التاريخ الإسلامي, ابتداء بأبي بكر الصديق إلى الخلافيتين الأموية والعباسية وما تلاهما, استعمل العنف والتوحش كوسيلة نفسية لترهيب الأعداء وصمود الجيوش الإسلامية
 أبو بكر ناجي, إدارة التوحش, ص 112[38]

المصادر

-محمد بن عبد الوهاب، كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، الإدارة العامة للطبع و الترجمة، الرياض، 1995

ـ الحسين بن غنام، تاريخ نجد، الشروق، بيروت، 1994.

المراجع

ـ محمد مبارك، الدولة عند ابن تيمية، دار الفكر، دمشق، 1961

ـ أحمد الكاتب، جذور الاستبداد في الفكر السياسي الوهابي

ـ أبو بكر الناجي، إدارة التوحش، ـ

عبد الباري عطوان، الدولة الإسلامية، الجذور, التوحش, المستقبل, دار الساقي, بيروت, 2015-

REDISSI Hamadi, Le pacte de Nadjd, Seuil, Paris, 2007-

-حمادي الرديسي/أسماء نويرة, الرد على الوهابية في القرن التاسع عشر : نصوص الغرب الإسلامي نموذجا, دار الطليعة بيروت, 2008

-فهمي هويدي, طالبان..جند الله في المعركة الغلط, دار الشروق, الطبعة الثالثة, القاهرة, 2006

حرّر هذا البحث الأكاديمي كلّ من سليم بن يوسف و ياسمين الحمروني، طالبين باحثين في العلوم السياسية في كليّة العلوم القانونية و السياسية و الاجتماعية تونس 2

للرد على صاحبي المقال أو للمساهمة بمقالٍ لكم يمكنكم إرسال مقالاتكم إلى بريدنا الإلكتروني  illuminatosanimos@gmail.com 

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية: أحبكن/أحبكم صديقاتي وأصدقائي من المثليات والمثليين، والمتحولات جنسيا والمتحولين :Youssef Ait Chaib

10521093_1097219626961762_8239723818274881507_n

إسمي يوسف، جنسي ذكر [“من الخصائص التي تميز الذكر أنه يمتلك داخل كل خلية تكونه زوج كروموسوم جنسي من نوع (XY).. الكروموسوم الجنسي هو الذي يحدد جنس الجنين أثناء تكونه ونموه (XY-ذكر ; XX-أنثى).. يمتلك الذكر جهازا تناسليا ذكريا ينتج خلايا جنسية ذكرية (حيوانات منوية) تستطيع أن تتحد مع خلايا جنسية أنثوية (بويضة) أثناء عملية الإخصاب من أجل التكاثر.. خصيتا الذكر تنتجان كذلك هرمون جنسي ذكري (التيستوستيرون) يتجلى دوره في تكوين الصفات الذكورية الثانوية كتضخم القضيب وخشونة الصوت ونمو الشارب واللحية وبروز تفاحة آدم إلى غير ذلك من الصفات الذكورية…”]، هويتي الجنسية مغايرة [“المغايرة واحدة من الأنواع الأربعة للميول الجنسي (مغايرة – مثلية – إزدواجية الميول – إنعدام الميول) حيث يكون الشخص المغاير ذو ميول للجنس الآخر (الذكر يميل للأنثى – الأنثى تميل للذكر).. الدماغ هو الذي يتحكم في الميول الجنسي للشخص.. حيث تلعب الهرمونات الجنسية (التيستوستيرون -البروجيستيرون والإستروجين) دورا هاما أثناء مرحلة تكوين دماغ الجنين، المقادير المفرزة لهذه الهرمونات الجنسية أثناء تكون الدماغ هي التي تحدد الميول الجنسي للجنين، وكل تفاوت في هذه المقادير الهرمونية قد يكون له تأثير على ذلك.. بعد اكتمال نمو دماغ الجنين يصبح من المستحيل إعادة تكوينه من جديد أو التدخل لتغيير صفاته (يستحيل تغيير الميول الجنسي من مغاير إلى مثلي أو العكس)..”]، هويتي الجندرية ذكر [“الهوية الجندرية (Gender Identity) هي الرؤية الخاصة بالشخص إلى جنسه، أي شعور الشخص بكونه ذكر أو أنثى.. عادة ما يتوافق جنس الشخص مع هويته الجندرية، وفي حالات ناذرة يكون شعور الشخص بهويته الجندرية عكس جنسه البيولوجي وتسمى هذه الحالة ‘تحول جنسي’ (Transgender).. توجد حالتين أو فئتين من التحول الجنسي، الحالة الأولى تسمى ‘إضطراب الهوية الجنسية’ (Gender Identity Disorder) في هذه الحالة يشعر الشخص بنفسه مسجونا في جسد لا يلائم جنسه (ذكر مسجون في جسد أنثى، أو العكس) ويرفض رفضا تاما جسده الذي ولد به ويسعى لتغييره إلى الجنس الآخر بخضوعه لعمليات تحول جنسي.. أما الحالة الثانية، فيحس فيها الشخص من ناحية نفسية أنه ينتمي إلى الجنس الآخر لكنه لا يريد أن يغير جسده إلى الجنس الآخر، وهذه الفئة تسمى بالإنجليزية ‘GenderQueer’ (لم أجد ترجمة للمصطلح بالعربية)”].

الجنس والهوية الجنسية والهوية الجندرية.. لا شيء من هذا اخترته لنفسي، فكل ذلك عبارة عن نمو وتمايز خلوي وتشكل حيوي تابع للتعليمات الجينية للحمض النووي (DNA).. قد أستطيع تغيير جنسي بالخضوع لعمليات لتغيير الجنس.. لكن يستحيل علي تغيير ميولي الجنسي أو هويتي الجندرية..

ليست معرفتي بهذا فقط هي السبب في مناصرتي واحترامي لحقوق الأقليات من المثليين والمتحولين جنسيا… لكن وبكل بساطة ليس من حقي التدخل في الحياة الشخصية للآخرين والتحكم في مشاعرهم ماداموا مسالمين لا يؤدون أحدا بممارستهم لحريتهم…

على العموم، اتركونا الآن من كل هذا ودعوني أقول لكم بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية: أحبكن/أحبكم صديقاتي وأصدقائي من المثليات والمثليين، والمتحولات جنسيا والمتحولين…  LGBTIQ  أحبكم مادمتم أصحاب عقول نيرة وراقية، ومحبين للحياة والحرية…

Admin: Youssef Ait Chaib

بعض ضحايا هجوم اليوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو وضحايا رسوماتها

بعض ضحايا هجوم اليوم على مقر صحيفة شارلي إيبدو… هؤلاء دفعوا حياتهم ثمن حقهم في حريّة التعبير. وتجدون في الأسفل صورة لضحايا رسومات الصحيفة. 

في اليمين، جين "كابو المعروف بـ "كابو" كان الرسام الكاريكاتوري الأوّل في الصحيفة وكان يبلغ 76 عاماً من العمر وإلى اليسار ستيفان شاربويي المعروف بـ "شارب" كان محرّر الصحيفة وكان يبلغ من العمر 47 عاماً.

في اليمين، جين كابو المعروف بـ “كابو” وكان الرسام الكاريكاتوري الأوّل في الصحيفة وبلغ 76 عاماً من العمر وإلى اليسار ستيفان شاربويي المعروف بـ “شارب” وكان محرّر الصحيفة وبلغ من العمر 47 عاماً.

Georges Wolinksi et Verlhac “Tignous” Bernard

رسامَي الكاريكاتور فيلهاك برنارد المعروف بـ “تيغنو”، 58عاماً، و جورج وولنسكي، 80 عاماً.

صورة تظهر ضحايا رسومات الكاريكاتير لصحيفة "شارلي أبدو"

صورة تظهر ضحايا رسومات الكاريكاتير لصحيفة “شارلي إيدو”

صفحة “أصحاب العقول النيرة”

لماذا انتحرت ليلا ألكورن: نعم لحقوق المتحوّلين جنسياً

1966904_1523836204568103_2375476226693513960_n
(تصميم Shorouq J. Zahra)
كانت ليلا ألكورن (Leelah Alcorn) فتاة متحوّلة جنسياً (أي ولدت كذكر ولكنّها كانت تجد نفسها دائماً كأنثى) من الولايات المتّحدة وقد أقدمت على الإنتحار في 28 من الشهر الماضي وقد نالت الكثير من الإهتمام بعدما ترافق إقدامها على قتل نفسها مع إصدارها لبيان حول المعايير المجتمعيّة السيّئة تجاه المتحوّلين جنسياً. قامة ليلا بنشر رسالة إنتحار مجدولة على صفحتها على موقع  Tumblr والتي ظهرت بعد ساعات من انتحارها وفيها أعلنت أنها تريد من انتحارها أن يترك أثراً ويخلق نقاشاً حول التمييز ضدّ المتحوّلين جنسياً وما ينتج عن ذلك من سوء معاملة لهم.
بدأت ليلا بالتعرّف على نفسها بأنّها فتاة منذ كان عمرها 14 عاماً وكانت تشعر بأنّها “بنتٌ حبيسةٌ في جسد صبيّ” منذ كان عمرها 4 سنوات. إنصرفت ليلا إلى وسائل التواصل الإجتماعي لتبني علاقات صداقةٍ مع يتقبّلها من الناس وهناك كانت تعبّر بحريّة عن ذاتها. حاولت ليلا إقناع والديها بأن تجري عمليّة تحويل جنسيّة ولكن عوض ذلك تلقّت علاجاً من مشورة “متحيّزة” من معالجين مسيحيين.
كان إسم ليلا عند الولادة جوشوا ريان ألكورن وكانت واحدة بين أربعة أولاد لـ دوغ وكارلا ألكورن. تربّت ليلا في بيئة مسيحيّة إنجيليّة وفي رسالة إنتحارها أشارت لنفسها بإسم ليلا ألكورن.
تقول لنا الرسالة أيضاً بأنّها كشفت للناس بأنّها مثليّة جنسياً عند عمر 16 سنةوكانت تأمل من ذلك أن يشكّل خطوة في اتّجاه أن تخرج إلى العلن على أنّها متحوّلأة جنسياً في وقتٍ لاحق. عوض أن يتمّ تقبّلها، قام والداها بسحبها من المدرسة ومنعها من التواصل مع العالم الخارجيّ لمدّة خمسة أشهر. هذا أسهم كثيراً في إقدامها على الإنتحار.
  • نصّ رسالة إنتحار ليلا ألكورن:
  • إذا كنتَ تقرأ هذه السطور، فهذا يعني أنني قد انتحرت، وفشلتُ في إيقاف هذا المنشور من النشر التلقائي على صفحة التواصل الخاصّة بي. أرجو أن لا تحزنَ، فما حصلَ هو للأفضل. الحياة التي كنت لأعيشها لا قيمة لها … لأنني متحوّلة جنسيًا. أتمنى لو كنتُ أستطيع أن أخوضَ في المزيد من التفاصيل لتفسيرِ هذه المشاعر، إلا أنني أظنُّ أنَّ هذه الرسالةَ ستكون طويلةً بما يكفي. ببساطة، أنا أشعر وكأنني فتاةٌ مسجونةٌ في جسد فتى، هذا كان شعوري منذ أنْ كان عمري 4 سنوات. لم أكن أعرف بوجود كلمة تصف هذا الشعور، أو أنّ بإمكانٍ صبي أن يتحوّل إلى فتاة؛ ولذلك لم أخبر أيّ أحد، وواصلت القيام بالممارسات “الصبيانية” التقليدية حتى أتمكّن من الاندماج في مجتمعي. عندما كنت في الرابعة عشرة من عمري، تعلّمت ماذا يعني أن تكون متحولاً جنسياً؛ وبكيت فرحاً. فبعد عشر سنين من الحيرة تمكنت أخيرًا من فهم من أكون. أخبرت أمي بذلك مباشرة، ولكنّها تفاعلت بسلبيّة شديدة مع الأمر، و أخبرتني أنّ ما أمرّ به مجرد مرحلة عابرة، وأنني لن أصبح فتاةً أبداً، فاللهُ لا يرتكب الأخطاء، وإنني أنا المخطئة. أيها الآباء، إذا كنتم تقرؤون ما كتبتُ فإنّي أرجوكم أن لا تقولوا هذا لأبنائكم حتى لو كنتم مسيحين، أو كنتم ضدّ المتحوّلين جنسيًا، لا تقولوا هذا لأيّ أحد، خصوصًا أولادكم. هذا لن يفعل شيئاً سوى أن يجعلهم يكرهون أنفسهم. وهو ما حصل معي تماما. أمي بدأت تأخذني للمعالجين النفسيين، ولكنّها كانت تأخذني للمعالجين النفسيين المسيحيين فقط (الذين كانوا كلّهم متحيزين) ؛ ومن ثَمَّ فإنني لم أحصل على العلاج اللازم للشفاءِ من الاكتئاب. بل كان كلّ ما حصلت عليه مزيدًا من المسيحيين الذين أخبروني أنني أنانية ومخطئة، وأنني يجب أن أتطلعَ الى الله ليساعدني. عندما كنت في السادسة عشرة من العمر، أدركت أن والديّ لن يقتنعا ابداً، وأنني يجب أن أنتظر حتى سن الثامنة عشرة لأبدأ أيّ علاج لبدء التحوّل الجنسي؛ وهو ما حطم قلبي. كلما طال الانتظار، كلما كان التحوّل أكثر صعوبةً. شعرت بضياع الأمل، وبأنني سأظلُّ رجلاً في ملابس نسائية مدى الحياة. في عيد ميلادي السادس عشر، عندما لم أحصل على موافقة والديَّ لأبدأ عملية التحوّل الجنسي، بكيت في ليلة عيد ميلادي حتى نمت. بدأت بعدها بأخذ موقف غير مبالٍ تجاه والديَّ، وأعلنت عن نفسي مثليًا جنسيًا في مدرستي، معتقدة بأنني بذلك أُسهّلُ على من حولي تقبل فكرة تحولي الجنسي إذا قمت بذلك بخطوات صغيرة، نحو الإعلان بأنني متحولة جنسيًا، حيث ستكون صدمتهم أقل حدة. على الرغم من أن ردود فعل أصدقائي كانت إيجابية، إلا أن والديّ كانا ساخطين. كانا يشعرانِ بأنني أحطّم صورتهما، وأنني كنت لا أمثّل لهما إلا مصدرًا للخزي والعار. كانا يريداني أن أكون ولدهم المسيحي ذا الميول المغايرة، ولكنَّ هذا لم يكن ما أريد. لهذا، أخرجوني من المدرسة الحكومية، وصادروا حاسوبي وهاتفي المحمول، ومنعوني من الوصول إلى شبكات التواصل الاجتماعي مهما كان نوعها، ما يعني انعزالي الكامل عن أصدقائي. لربما يكون هذا أكثر أوقات حياتي كآبةً، وأنا مستغربة من عدم قيامي بقتل نفسي. لقد كنت وحيدة بشكل كامل لمدة 5 أشهر. لا أصدقاء، ولا دعم، ولا حب. بل خيبة أمل والديَّ بي ووحشة الوحدة فقط.
    في نهاية العام المدرسي، تصالحتُ مع والديَّ وقاما بإرجاع الهاتف المحمول إليّ، وسمحا لي بالعودة إلى شبكات التواصل الاجتماعي. لقد كنت مبتهجة. لقد استعدت أصدقائي أخيراً. وقد كان أصدقائي مبتهجين أيضاً لرؤيتي والتحدث معي، ولكن فقط في البداية. في نهاية الأمر، أدركت أنهم لا يهتمون لي في الحقيقة، وشعرت بأنني وحيدة أكثر مما سبق. تبيّن لي أن الأصدقاءَ الوحيدين الذين ظننت أنني أمتلكهم أحبوني فقط لأنهم كانوا يرونني خمسة أيام كل أسبوع.
    بعد صيف لم يكن لي فيه أي من الأصدقاء، بالإضافة إلى عبء التفكير في الدراسة الجامعية المستقبليّة، والتفكير في كيفية جمع مصاريف الانتفال من منزل والديّ، والحفاظ على درجاتي عالية، والذهاب للكنيسة كل أسبوع لأشعرَ بأنني حثالة- حيث أن كل الأشخاص المتواجدين هناك هم ضد كل شيء كنت أعيش من أجله- بعد كل هذا قررت أنني اكتفيت. أنا لن أستطيع أن أعيش التحوّل الجنسي بنجاح، حتى وإن تركت منزل والديّ. أنا لن أكون سعيدة أبدا ًبمظهري ولا بصوتي. أنا لن أحظى يوماً بالأصدقاء وأشعر بالرضى عن صداقاتي. أنا لن أحظى يوماً بقدر كافٍ من الحب. أنا لن أجد يوماً الرجل الذي سيحبني. أنا لن أكون يوماً سعيدة. إما أن اعيش بقية حياتي كرجل وحيد يتمنى أنه كان امرأةً، أو سأعيش كامرأةٍ أكثر وحدةً وكرهًا لنفسها. ليس هناك ربح في هذا، ليس هناك مهرب من هذا. أنا تعيسةٌ بما يكفي،و لا أحتاج لحياتي أن تصبح أسوأ من هذا. الناس يقولون ” سيتحسن الحال” ولكنّ هذا ليس صحيحاً في حالتي. سيسوء الحال، كلّ يوم تسوء حالتي.
    هذه خلاصة الموضوع، هذا سبب رغبتي في قتل نفسي. أنا آسفة إذا كان هذا السبب ليس كافيًا لكم، لكنّه كافٍ بالنسبة لي. أما فيما يخصُّ وصيّتي، فانا أريد أن يتم بيع كلّ ممتلكاتي، ويُضاف عليه ما أملك من نقودٍ في البنك، ويُعطى لأي منظمة من منظمات دعم حقوق المتحوّلين جنسياً، لا يهمني أي منظمة تكون. السبيل الوحيد لأنعم بالراحة في مثواي، هو أن يأتي يومٌ لا يتلقّى فيه المتحولون جنسياً المعاملة السيئة التي تلقيتها. بل أن تتم معاملتهم كبشر، لهم اعتبارٌ لمشاعرهم، ولهم حقوق إنسانية. التنوّع الجنسي يجب تدريسه في المدارس، كلما بدأنا بذلك مبكرأ كلما كان أفضل. موتي يجب أن يعني شيئًا. موتي يجب أن يتم حسابه من ضمن العديد من حالات الانتحار التي قام بها المتحولون جنسيا ًهذه السنة. أنا أريد أن ينظر أحدهم لهذا الرقم ويقول “هذا النظام معطوب” ويصلحه،أصلحوا المجتمع، أرجوكم. وداعاً.”
    إنتهى نصّ الرسالة.
    • يعتقد بأنّ ليلا قطعت مسافة ثلاثة إلى أربعة أميال من بيت والديها في ولاية أوهايو الأمريكية. على أحد الطرق السريعة هناك قامت ليلا على الأرجح بالإندفاع نحو إحدى المقطورات والتي اصطدمت بها وأردتها قتيلة قليلاً قبل الساعة 2:30 فجر السبت في 27 ديسمبر.
    ترجمة الرسالة – Ahmed Akeel
    ترجمة المقدّمة – Moustapha Itani
    تدقيق – Shorouq Zahra

أسئلة الديناصور الفيلسوف

أسئلة الديناصور الفيلسوف

لازال لدينا العشرات من أسئلة الديناصور الفيلسوف والتي سنرفعها قريباً بكلّ تأكيد. هدفنا من نشرها هو تشجيعنا على طرح الأسئلة وتقبّلنا لها وفي سبيل نشر مهارات التفكير الناقد.

philosoraptor

هل يقدر أن يغيّر ما في عقله يدور؟

7 Philosoraptor Bigger123 7 Philosoraptor Bigسسسger 7 Philosoraptor Bigger 7 Philosoraptor Bigger كفار 7 Philosoraptor Bigger zina 7 Philosoraptor Bigger zolm 7 Philosoraptor Bigger zukoor 7 Philosoraptor Bigger الحجاب 7 Philosoraptor Bigger عليّ 7 Philosoraptor Bigger zamzam 7 Philosoraptor Bigger wal3iyaaz billah 7 Philosoraptor Bigger wakt 7 Philosoraptor Bigger wakt2 7 Philosoraptor Bigger virginn 7 Philosoraptor Bigger shaytan 7 Philosoraptor Bigger siba7a 7 Philosoraptor Bigger sunna shee3a 7 Philosoraptor Bigger ta3adud 7 Philosoraptor Bigger virgin 7 Philosoraptor Bigger shay2 7 Philosoraptor Bigger shajara 7 Philosoraptor Bigger rule 7 Philosoraptor Bigger rabna 7 Philosoraptor Bigger pope 7 Philosoraptor Bigger Muslims 7 Philosoraptor Bigger Muslims2 7 Philosoraptor Bigger naar 7 Philosoraptor Bigger NAKISAT 7 Philosoraptor Bigger numaaaaam 7 Philosoraptor Bigger KILAAB 7 Philosoraptor Bigger katl 7 Philosoraptor Bigger istisna2 7 Philosoraptor Bigger ISTISKA 7 Philosoraptor Bigger irhaab 7 Philosoraptor Bigger furada 7 Philosoraptor Bigger futra 7 Philosoraptor Bigger homoright 7 Philosoraptor Bigger homoright2 7 Philosoraptor Bigger hunger 7 Philosoraptor Bigger diw 7 Philosoraptor Bigger dd 7 Philosoraptor Bigger daleel 7 Philosoraptor Bigger car 7 Philosoraptor Bigger bawl 7 Philosoraptor Bigger adam 7 Philosoraptor Bigger amr 7 Philosoraptor Bigger ba3d 7 Philosoraptor Bigger bashar 7 Philosoraptor Bigger ahl janna 7 Philosoraptor Bigger 3awra 7 Philosoraptor Bigger 7ak 7 Philosoraptor Bigger 7ukm 7 Philosoraptor Bigger 7usna 7 Philosoraptor Bigger 222 7 Philosoraptor Bigger 3arsh 7 Philosoraptor Bigger 3akl 7 Philosoraptor Bigger 2a7san al5aalikeen 7 Philosoraptor Bigger 2a5laak 7 Philosoraptor Bigger 1 yahde 7 Philosoraptor Bigger   سس 7 Philosoraptor Bigger  1233 7 Philosoraptor Bigger  2225555 7 Philosoraptor Bigger  Mazons 7 Philosoraptor Bigger  siyaam 7 Philosoraptor Bigger   mawt ra7eem 7 Philosoraptor Bigge monr 7 Philosoraptor Big hymen ger 7 Philosoraptor B   igger 7 Philosoraptor    Bigger

الديناصور الفيلسوف

إذا كان الرجل كالنبي يوسف قادرٌ على فتن النساء كما فتنت زليخة…

Philosoraptor

Philosoraptor

Philosoraptor الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

Philosoraptor الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

Philosoraptor الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

Philosoraptor الديناصور الفيلسوف

Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف Philosoraptor

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف

الديناصور الفيلسوف Philosoraptor

Al Jazeera ِArabic Calls The Theory Of Evolution A Myth and Praises Creationism and Allah

Al Jazeera ِArabic Calls The Theory Of Evolution A Myth and Praises Creationism and Allah

This is not the first time Al Jazeera Arabic makes false claims like this one, what many Americans and people in the West don’t really understand about Al Jazeera Arabic is that it’s one of the most social conservative, pro Islamism, terrorism apologist networks in the Middleeast and the Arab world.

This is a translation of their most recent articles about Evolution.Translation is done by Miss Shorouq Jalal, one of the leading activists running The Enlightened Minds Facebook page.

Our translation of Al Jazeera’s article was published first by Faisal Almutar for whom we are most thankful. His cooperation with us helped make thousands of people aware of the ugly reality of supposedly trustworthy news agencies in the Middle East. This English translation can hence be also found on Faisal Almutar site: http://www.faisalalmutar.com/2014/02/10/al-jazeera-arabic-calls-theory-evolution-myth-praises-creationism-allah/

image

Original Arabic article can be found here: http://www.aljazeera.net/news/pages/249520f0-0abd-4179-8dde-9eb5587cdb97

The writer wonders: If the Falcon had evolved from reptiles, then where are its blueprints and executive design?

By: Fida’ Yasir Al-Jindi

Despite that we live in the age of science and technological progress, in the era of experience and proof, one cannot help being astonished by this strange phenomena, which is a complete contradiction with the spirit and nature of this age — what is stranger is that it (this phenomena) does not spread among the ignorant or the commoners, but among many scientists and intellectuals.

This phenomena is the submission to Darwin’s theory, thinking of it as a stable fact, as well as to explain numerous natural and biological phenomenon based on it, then display them in Magazines, Scientific Theses, and Educational Curriculum.

Among those was a scientific article that I had stumbled upon, on the tremendous design of birds — especially birds of prey. The article tackled the ability of falcons to fly and manoeuvre, and left me shocked to see the author had written, “…And these wings that had evolved through millions of years, ever since the Age of Reptiles, has enabled the falcon to glide through the air with such smoothness, speed, and impulse, with such great skill of gimmick…”. What upset me more is that the translator who had converted this work into Arabic did not bother to exclude that sentence from the article, nor bothered to point out that he had only included it for the accuracy of translation although it is, in fact, incorrect.

Glory be to Allah… would such a saying come from the mouth of someone who writes on Science?

I do not only say this because of the clear scientific evidence which had lead to the utter collapse of this theory altogether (which our kind readers can find in many books and special websites), but also because if I choose to believe in this theory (even for no more than a moment), then I would have betrayed my own mind and logic and everything I had learned along my career and life as an engineer, even if I have not come to those pieces of evidence just yet, and here are my reasons.

The Phases of an Engineering Achievement To achieve any work of Engineering or Architecture, such as building Reinforced Concrete (for example), one must go through several phases. It starts as an idea, then develops into an initial sketch of outlines, next to a more detailed design (in which the dimensions and details must be decided upon with great accuracy), then the essential calculations for the Reinforcements and concrete must be made, as well as for every part of the project (this includes the number of reinforcement rods needed for each part of the establishment and the height and radius of each), and finally, moving from the phase of design to the phase of execution. That is when Civil Engineers would start sketching the Executive Plan Designs, which are even more accurate and detailed than the blueprints, because the execution and building process will be based on them. The accuracy of these is exceptionally high, so that each individual rod and its location will be shown on the design plan, to ensure that the Civil Engineer does his job properly. During execution, we witness the implementation of the “Quality Check” System to ensure that the execution is identical to the design, and that it has been done in the best and most propper ways possible, with a minimum number of faults. After completion of the execution phase, new plans and designs are drawn, which are the Post-Execution plans — that is because no matter how accurate and well-done the execution was, there is always some possibility of human error; additionally, plans identical to the building after construction are critical for the process of continuous future maintenance.

All this only for the construction of an object! When we are building something that moves, such as an airplane, the process gets more complicated; as assembling moving parts is nothing like pouring reinforcement concrete on iron, and no airplane leaves the factory before several hundreds of thousands of execution plans and blueprints have been drawn for it, and not before the airplane had undergone tens of thousands of tests that cover every piece and wire of it, not to mention flight tests. Finally, the airplane is released from the factory with thousands and thousands of pages included in the User Guide and Maintenance manual. If any of us were to visit the Cockpit prerior to take-off, we’d find the pilot reciewing hundreds of clauses he will be forced to sign before the take-off, as any negligence on his side could cause a disaster. Each plane needs an airport, watchtowers, an Airline Ground Staff, and a sophisticated telecommunication system, and even with all that, accidents occur — that is because no one can argue over the existence of a certain inevitable amount of human error in comepletely anything.

The Aerospace Engineering in falcons No scientist can deny that the design of the falcon as a creature qualified for flying can never be compared with any flying machine designed by humans in terms of accuracy, elegance, skill and all other aspects. The man-made artificial machines are very different from the magnificence of the falcon (and any other bird), and any comparison made is only an insult to that living creature; for, every single thing in the falcon – starting from the smallest hair in its wing feathers, up to the largest bone in its body, has a role to play to enable it of flying, manoeuvre, take off, and land in ways that cannot be imagined. And if scientists were to explain what the falcon (and any other bird) has of systems, features, and charesteristics that allow it to fly, they would need documents and design plans that are bigger and more detailed that all the documents, designs, and sketches made by Aerospace Engineers so far (and that only to document what we know about falcons, while much remains still undiscovered).

Additionally, kind readers, birds do not need airports, maintenance, quality checks, or whatever else humans use to ensure the safety of their airplanes. We have never heard of a falcon spending the morning in its nest going through hundreds of clauses that ensure the safety of its flight, nor have we ever heard of a falcon that has to take off and land in airports, with the help of landing grounds and watch towers. The falcon has a fascinating communication system, and all it needs is to flap its wings to begin flying. A falcon only needs enough space for its feet for landing, no matter what flying speed it reaches. It does not require maintenance, or any part replacements. Despite all that, we have never heard of a falcon who had lost its way or missed its target or was forced to make an emergency landing, or thats communication system had been broken, sending it crashing down to the ground!

Now, we ask again: Where are the blueprints of the falcon? Where are its executive designs? Where is its maintenance manual? Its communication system? Where, where, where?

I cannot, as an engineer who’s knowledgeable in the phases of construction and manufacturing, knowing what it takes to make one single airplane, to be convinced (not even for 1 in a billion) that the falcon had evolved through millions of years from a reptile to a full bird, without sketches, blueprints, or even a manual, to be as perfect as we see today, unless the people making this claim would provide me with the details of the phases of its production, with full documentation of calculations, sketches and a user-guide manuals!

I do not understand how scientists deny these facts (and many other facts as well), and run panting after some worn-out half-monkey-skull they find in some African forests, so that they could base tons of fantasies on it in their attempt to prove this theory (which scientists would throw behind had they been honest with themselves).

Praise be to Allah, Lord of the Worlds All we can do now is to praise Allah who has guided us to the clear truth, which can be reached through science, mind, and logic, which is that the falcon (such as all the creatures of the universe) are the “The work of Allah, who perfected all things”; Allah who “When He decrees an affair, He only says to it, “Be,”; and “Exalted is He and high above what they describe”.

End of Translation

Share this article with all those who defend Al Jazeera as great news source

الأديان التوحيديّة: أفلسفة أم فيلودوكسي؟

الأديان التوحيديّة: أفلسفة أم فيلودوكسي؟
بقلم مصطفى عيتاني وبيير مدني

حقيقة اختياري أن أتخصّص في علوم الأحياء وليس الفلسفة يمكن تفسيرها بأنني كنت في مدرسة إسلاميّة وتدريس مادة الفلسفة فيها كان فقط في سبيل تحضيرنا لخوض امتحانات الباكالوريا الرسمية في لبنان.

كنت البارحة أساعد أحد تلامذتي (وهو يدرس في مدرسة علمانية) للتحضير لامتحان مادة الفلسفة حول سقراط. وخلال قراءتنا بعضاً من حوار سقراط مع يوثيفرو، خضنا في حوار سؤال وجواب على شاكلة حوارات سقراط وشرحت له معضلة الخير بجعلها معضلة البيتزا: هل تحب البيتزا اللذيذة ﻷنها لذيذة أم هل هي لذيذة لأنك تحبها؟ كان فضوله وعلامات الذهول البادية عليه يؤججهما إحساسه بعمق المادة التعليمية المطروحة وجانبها الفكري الممتع.

إن معظم شبابنا في المدارس الدينية محرومون من هذه اللذة وهذا الحق فقط لدواعي الخوف على الدين من الفلسفة. وأنا اقول لهم إن الدين لا يمكن ان يحيا إلا بالفلسفة ﻷنه بحد ذاته فلسفة (ولكن مقدسة عند الكثيرين) ولن يجد عمقه إلا بالتفكير الفلسفي.

لكن ثمّة من يدّعي بأنّ الأديان التوحيديّة على وجه الخصوص هي كلّها فيلودوكسي، ويعنون بهذا أنّ الأديان التوحيديّة -وبرأيها طبعاً- قد وصلت إلى الحقيقة المطلقة. الفيلودوكسي إذاً هي حبّ الشخص لما يملك من معرفة (صائبةً كانت أو خاطئة) والفيلودوكسيّ هو الشخص الذي يحبّ رأيه حدّ التشبّث به بشكلٍ عقائديٍّ ودوغمائيّ.

من هنا نستطيع أن نرى أنّ موقف هؤلاء – والقائل بأنّ جوهر الأديان التوحيديّة هو الفيلودوكسي – هو موقفٌ بلا ريبٍ صلب. قد ننسى أحياناً معنى كلمة “فيلوسوفي” والذي هو “حب المعرفة” أو “التوق إليها” و ليس “نشر الحقيقة التي وصلتنا منذ آلاف السنين”. الأديان الشرقآسيوية مثلاً تدعو معتنقيها إلى الخوض في رحلة بحثٍ نحو الحقيقة ولا تحضّ على هداية أحد.

ومبدأ “الهدى” هذا يلخِّص كلمة فيلودوكسي ولكنه يختلف عنه في القيم التي يجسّدها: في حين نرى أنّ الـ”هداية” علامة خير وبركة، فإنّنا نرى تشبّث فلانٍ برأيه على أنّه فقط وحده الصواب علامةٌ على ضيق أفقه وسقم أخلاقه.

لكن هل تقوم الأديان التوحيديّة فقط على الفيلودوكسي؟ القول بأنّ الأديان التوحيديّة هي فلسفة أيضاً له معطياتٍ تؤكّده. فهذه الأديان تقوم جزئياً على محاولتها تفسير العالم وأصله وتفسير عالمنا والبحث في أصله هو فرعٌ أساس من فروع الفلسفة ويسمّى الميتافيزقا – أمّا تشبّث الأديان التوحيديّة برأيها الفلسفيّ هو فيلودوكسي.

ممّا لا شكّ فيه إذاً أنّ الأديان التوحيديّة لا تقوم فقط على الفيلودوكسي ولكن هي أيضاً تقوم على الفلسفة ولكن نحن لا نستطيع أن ننكر أنّ الفيلودوكسي حالياً تهيمن على الأديان التوحيدية – لكنّ القول بأنّ هذه الأديان هي فقط فيلودوكسي يجب أن يُرفض ولعدّة أسباب: أوّلها أنّ ذلك يصوّرها على أنّها جامدة فيما هي في الواقع متحرّكة وفيها جوانب قابلة للنقاش الفلسفي وللتحديث. ثانياً، هناك أشخاص يتّبعون هذه الأديان ولكن عندهم تفسيرات فلسفية مغايرة عن الصنميّة السائدة في تفسير نصوصها المقدّسة. ثالثاً، القول بأنّها فقط فيلودوكسي ليس عملياً – وبالعكس هو قد يضع المتمسّك به على طريق صدامٍ محتّم مع أتباعها ولا يترك له سبلاً للعمل البنّاء معهم.

نحن نعيش اليوم في زمنٍ أحوج ما نكون فيه أن نبصر ضوء الفلسفة في الأديان التوحيديّة مهما كان خافتاً لأنّه هو أحد خيوطنا للنهوض بهذه المجتمعات من كبوتها الفكرية.

ضدّ الدّستور التونسي الجديد

Image


صادق نواب المجلس الوطني التأسيسي ليلة أمس على مشروع الدستور برمته بأغلبية 200 صوت واعتراض 12 نائبا واحتفاظ 4 آخرين…
راقبت ردود فعل التونسيّين على المواقع الاجتماعيّة التي غلب عليها الفرح و الأصوات المهلّلة لنجاح التجربة التونسيّة. بين كلّ تلك المنشورات المؤيّدة و المتحمّسة رأيت منشورا بدا “نشازا” لصاحبته أيلا سلاّمي، ناشطة في المجتمع المدني:
“من يمكن له أن يقدّم لي سببا لأفرح بدستور 26 جانفي 2014؟؟؟”
Image

قرّرت أن أحاور أيلا لأقف على أسباب رفضها للاحتفال بالدستور الجديد على غرار غالبيّة التونسيّين.

في البداية، بالنسبة لها تونس فوّتت على نفسها فرصة تاريخيّة اذ أنّها كانت سبّاقة للربيع العربي و لم تكن سبّاقة في اعطاء المثال في باب الحقوق و الحرّيات.
و قدّ لخّصت أيلا موقفها في ثلاثة مآخذ:

المأخذ الأوّل: عقوبة الاعدام
Image
عبّرت محاورتنا عن رفضها للفصل 22 الذي بموجبه تّمت حسب عباراتها “دسترة عقوبة الاعدام”. و وضّحت المخاوف التي يطرحها هذا الفصل اذ في ظلّ قضاء غير مستقلّ يمكن تسييس القضايا كما حدث مع التيار الاسلامي فيما يعرف بأحداث باب سويقة* حيث تمّ اعدام 5 أشخاص آخرهم سنة 1991. و أضافت أيلا أنّ القانون التونسي يضمّ 44 فصلا يتضمّن عقوبة الاعدام مؤكدّة أنّ ايقاف تنفيذ عقوبة الاعدام الذي تعهّدت به تونس سنة 1992 لا يمكن اعتباره ضمانا كافيا اذ يمكن تعليق العمل به و العودة من جديد الى تطبيق هذه العقوبة.

المأخذ الثاني: التناصف
Image

وصفت أيلا نصّ الفصل 46 في جزئه المتعلّق بالتناصف بأنّه نصّ فضفاض لا يضمن تفعيل التناصف على أرض الواقع استنادا الى تجربة انتخابات 23 أكتوبر 2011 التي رغم فرض التناصف على مستوى القوائم الانتخابيّة لا تتجاوز نسبة النائبات في المجلس التأسيسي 29% من مجموع النوّاب و ترى محاورتنا أنّ الدولة لا بدّ أن تبذل جهودا أكبر بتوفير آليّات التوعية و خلق قيادات نسائيّة و تكوينها في اشارة منها الى ضرورة ادراج ذلك في اصلاح المنظومة التعليميّة.

المأخذ الثالث: الشّباب
Image

بالنّسبة الى أيلا، الفصل 8 هو فصل جميل يتضمّن عديد القيم و لكنّه خال من كلّ الزاميّة قانونيّة ممّا يجعله مجرّد اضافة جماليّة.
Image
و عرّجت محاورتنا على أهمّية الانتباه الى الفصل 53 المتعلّق بشروط الترشّح لعضويّة مجلس النوّاب اذ أنّه حسب عباراتها أقصى شريحة هامّة من الشّباب و حرمه من التمتّع بمواطنته الكاملة. اذ أنّ الشاب التونسي يحقّ له التصويت في سنّ ال18 و لا يحقّ لة الترشّح الاّ حين يبلغ ال23 و بذلك اقصاء ما لا يقلّ عن 900.000 شابّ تونسي من حقّ الترشّح. و أكّدت أيلا في نفس السّياق أنّ هذا الفصل يزيد من تهميش و نفور الشباب من الحياة السياسيّة الذين تبلغ نسبة مشاركتهم في الأحزاب 2% و و لا تتجاوز 6% من نسبة الذين شاركوا في انتخابات 23 أكتوبر حسب الهيئة العليا المستقلّة للانتخابات. و قد أشارت أيلا أنّه في اطار عملها كمكوّن من مكوّنات المجتمع المدني رافقت مداولات المصادقة على الفصول في المجلس التأسيس و قد قامت باعادة اثارة الفصل 53 و جوبهت بالرفض من نوّاب من كلّ الأطياف السياسيّة بحجج من ضمنها أنّ هذه الشريحة ليس لها “وزن سياسي”. كما استنكرت أيلا في نفس الصدد تحديد السنّ الأدنى دون تحديد السنّ الأقصى للترشّح.

و في مسائل متفرّقة علّقت محاورتنا على الفصل 74 المتعلّق بشروط الترشّح لمنصب رئيس الجمهوريّة.
Image

و اعتبرت أنّه رسخّ مبدأ بما يعرف في اللّهجة التونسيّة “داخل في الربح داخل في الخسارة” اذ أنّ المترشّحين متعدّدي الجنسّيات يخسرون جنسيّتهم أو جنسيّاتهم الأخرى اذا ربحوا الانتخابات الرّئاسيّة. و علّقت كذلك على شرط أن يكون المترشّح دينه الاسلام مذكّرة أنّه حتّى بن علي دينه الاسلام و لم يمنعه ذلك من أن يكون دكتاتورا واعتبرته شرطا فضفاضا أريد به المزايدة.

و عند سؤالي عن التطوّرات التي يمكن أن تطرأ على قضيّة جابر الماجري**مع الدّستور الجديد صرّحت محاورتنا أنّ جابر بريء حسب الفصل 6 من الدستور و هو الفصل الضامن لحرّية الضمير.
Image
و علّقت على مقترح ترحيل جابر عن طريق اللّجوء السياسي الى سويسرا معتبرة ايّاه تهرّبا من تطبيق هذا الفصل.

ختمت أيلا سلاّمي الحوار بالتعبير عن موقفها من التوافقات التي تمّت حول الدستور واصفة ايّاها بأنّها سياسيّة و ليست فكريّة ممّا يجعل هذا التوافق هشّا.
و تساءلت في الأخير: “ماهو معيار النجاح؟” اذ أنّه حسب رأيها لا يمكن اعتبار أنّ تونس قد قامت بتجربة ناجحة فقط لأنّ بعض التجارب الأخرى فشلت.
” لا يمكن أن نقول أنّنا نجحنا لأنّ بعض التجارب الأخرى فشلت”.
Image

*للاطّلاع على أحداث باب سويقة انظر: http://www.tunisia-sat.com/vb/showthread.php?t=2232370
** مواطن تونسي محكوم ب7 سنوات و نصف من أجل نشر كاريكاتور للرّسول محمّد على الفايسبوك.

Ayla Sellami: sellami-ayla@live.fr
حاورتها: Rahma Sghaier

 للرد على صاحب المقال أو للمساهمة بمقالٍ لكم يمكنكم إرسال مقالاتكم إلى بريدنا الإلكتروني illuminatosanimos@gmail.com  ونحن لا نمانع في نشرها شرط أن لا يحتوي المقال على إهانة شخصية إلى أيٍ كان وشرط أن يحذو حذواً بناءً وأسلوباً جامعاً لا مفرقاً.